الخروج من دائرة الحزن ليس بالأمر السهل ولكن لن يكون أصعب من الغوص بأعماق الألم والأحزان.
منذ أيام جلست مع صديق يكبرني سنا يعيش ألم فقدان ابنه الأكبر وقد فقده منذ قرابه السبعة أشهر وقبلها كان معتل صحياً يعاني منذ سنوات عدد من الأمراض وكان وضعه الصحي حرج جداً رحمه الله وكان ليس اعتراضاً على القدر بقاءه صعب جداً وعندما توفاه الله قد يكون رحمة بوالديه لانه كان يموت باليوم 1000 مره أمام أعينهم ولكن قلب الوالد يتمزق لفراقه ، فكنت أتحدث معه بأنه يجب أن يخرج من دائرة الحزن الذي أغلق على نفسه داخلها ولا يسمح لنفسه بالفرح وكأنه يعاقب نفسه على قضاء الله وقدره .
فاليوم جلست معه جلسه صفاء وحرصاً عليه ولست بواعظ ولست بطبيب نفسي ولكن شخص يحاول من تجاربه أن يخرج صديق له ، فذكرت له أن ما حدث هو قضاء الله وقدره فمن المسلمات أن نكون مؤمنين بأن هذا الأمر قدر من الله وهو أرحم بنا من أنفسنا وحبسه لنفسه داخل الألم إنما كان به اعتراض ، يجب أن يخرج من دائرة الحزن والألم والوقوف خارجها الاعتراف بأنه الخطوه الأولى والصحية لمعالجة هذا العارض ولن أقول مرض نفسي فأنا أحاول جاهداً لأن الحياه تمر علينا ونفقد فيها الكثير وسوف يفقدنا أيضا الكثير ولكن سوف تستمر الحياة لذلك كلنا نمر ببعض الظروف او الأمور المشابهة وقد نصطدم بفقد عزيز أو حبيب لا قدر الله ولكن الشجاعه أن نبكي او نصيح بأعلى صوت ليس عيباً ولكن العيب أن نعتزل ونموت ونحن أحياء أو نضعف طول العمر لان الحياة قصيرة .
فليكن لدينا أمل بأن هناك حياة أخرى نعمل جاهدين لنزرع غراسها إلا وهي الحياة البرزخيه ،
بالأعمال الصالحة وأعمال الخير بدل من الإنغلاق والإنعزال.