احتموا في ملاجئ الرحمن فذلك الملجأ الوحيد الذي لن تصلَ إليه شظايا الحرب!
احتموا بين دعواتِ الرّب والاستعاذة به من كلّ شر
فالغزو الوبائي بدأ يغزوا كوكبنا هذا من بينَ الكواكبِ الأخرى!
وكأنّي أرى بأنّ ولادة تلك العيّنة الصغيرة لعنةً حلّت على أرضنا هذه فلا رافعَ ومُنجي لها إلا الله!
وكأنّي أرى في استعداد جيوشهم جبروتاً مثلَ جبروتِ عاد وإنّي أرى كلّ الضعف في خلايا أجسامنا تنحني استسلاماً لكَ يالله فكلّ تلك العقاقيرُ حولنا لا تغني ولا تسمنُ في شفاء!
بدتْ ملامحُ الظلمةِ على كويكبِ الأرض أيها العالم الشرير!
أُغلقتِ مدنُ الألعابِ الكبرى في مدينتي !
أُغلقتِ كلّ الأسواقِ المحلية وسكنَ الجميع منازلهم محترسين حتى إعلان صافرةَ الإنذار بأنّ احتضنوا بعضكم بعضاً غداً سيختطفُ من بينكم أحبائكم!
غداً ستشيعُ الفيروسات في الأرض فلا قاتل ولا حاكم لها!
غداً ستسكنُ الشوارع التي كانت من قبل ذي ضوضاءٍ عاليه!
غداً ستخمدُ مدينتي تحت قيودِ الفايروس وتبقى المشافي هي وحدها من توزع دعواتِ الحضور للمصابين والمرافقين!
إنني في كوكبِ الشمسِ الآن وأرسلُ لكم تحياتي سكان الأرض
أنا هنا حتّى ترتفع تلك اللعنة ويحلّ الوباءُ عن كوكبي!
لا تشفقوا عليّ من حرارةِ الشمس ولهيبها هنا لن تقربني " كورونا" هنا لن أفقدَ عافيتي وتسلبَ أجهزتي الداخلية
هنا لن تتعطل رئتي و تخمد كليتي !
هنا لن أخشى على نفسي من كلّ تلك الفايروسات الغاضبة فهي تكرهُ النيران وتخشى الحر!
لقدْ رأيتُ العافية في كوكبكم تجرُ إلى سجونِ " كورونا"
لقدُ رأيتُ كلّ جنودها الذين قامو بتقييدها وسجّها داخل الزنزانة و من يدري متى ستنتهي تلك القضيّة بالعدل!
متى تستيقظي يا أرضي من وبائك وتستعيدي رونقك
لقدُ فقدتُ لمعان سمائك الزرقاويّ !
لقد فقدتُ خضرة أرضك وصراخ اطفالك فرحين في مُدن الألعاب!
سئمتُ أرى المشافي توزع بطاقاتِ دخولها على السّكان وتدعوهم للخلودِ داخلها!
سئمتُ أرى الأطباءِ في هلعٍ و خوفٍ من أن لا يعودوا إل منازلهم خشيةَ أن يغفوا ثانية فيخسروا المعركة!
لـ تنتهي هذه الحربُ يا أرضي أودّ العودةِ إليك!
أنا هنا بالقربِ منك سأحرسكِ ولكني لن أدخلَ إليك
أنا هنا في الشمس أسكن وأبيت !
أنا هنا أصنعُ عقاقيراً من لهيب وسأقذفُ بها إليكم حتى تولعوا في كوكبنا النار فيُقتلُ الفايروس فتمت كورونا فتنتهي الحربُ العالمية الثالثة!