ولدت صغيرة مدللة
في قرية ضمن ريف المدينة.
همها كيف تلهو؟
وكيف تنشر السعادة في منزلها؟
فتاة ساحرة .
بسماتها أنس.
وهمساتها عزف.
وحركاتها كالفراشة
تدور حول والديها
كدوران الفراشة حول الزهر
قضت أجمل حقبة في عمرها
مشبعة بحب والديها
بدت يافعة مهذبة
اكتملت أنوثتها وبرزت معالم حسنها
تقف عند المرآة تسرح شعرها
وتردد أهازيج السعادة.
وتقترب العصافير من نافذتها على ألحان صوتها الشجي
رسمت في مخيلتها صورة لأسلوب حياتها
إنها شامخة الدهر بقيمها
شامخة الدهر بأدبها
شامخة الدهر بنبل أخلاقها
شامخة الدهر بنور فكرها ومعرفتها
رزقها الله بزوج مكافح
عاشا حياة الكفاح والبسالة
ورزقت بعدة أطفال
ومن بينهم كاتب النص
وبدأت سنفونية شامخة الدهر
في تربيتها
وحسن رعايتها
وتدريب طفلها
لاستثمار طاقاته الكامنة
وتنمية ذكاءه المتعدد
علمته الحكمة
وفنون الكلام
وصياغة العبارات
وطلاقة الفكر واللسان
حقا كانت تربيتها مدرسة
ودعواتها نور وضياء
ورعايتها لطف وحنان
وها أنا أكتب لك هذه الخاطرة
وأطرزها بأعذب ألقابك
شامخة الدهر
منكِ تعلمت عزة النفس
ومعنى الكرامة
ومنكِ تعلمت كيف أصيغ عباراتي
وأنسج جملي
كان لك الدور الأبرز في تنمية طاقاتي الكامنة
وصقل مهاراتي الشخصية
الآن أدركت كيف كنتِ تحاسبينني على حسن الكلام والطلاقة!!!
وماهي فائدة الحكمة والرزانة
وعظم القوة في التسامح والعفو
وأهمية تنمية الذكاء اللغوي
وروعة حرصك على الصلاة لتنمية الذكاء الروحي
وكيف كنتِ حريصة على التحكم في الانفعال والتعبير عن الذات وتنمية الذكاء العاطفي
والرغبة الدائمة في صلة الرحم وتنمية الذكاء الاجتماعي
نعم يا أمي
فأنا فخور بك
لأنك شامخة الدهر