سلسلة من قصص واقعية شاملة لجميع مجالات الحياة، الهدف منها: توعية الجيل الجديد على مواضيع مهمة غرست بالشكل الصحيح في الجيل القديم؛ فأثمرت ، وأهملناها في الجيل الجديد؛ فنضبت ، فنحن بحاجة ماسة إليها لا سيما وقد أمر بها ديننا وحثت عليها قيمنا.
تعودت أن أختلي بنفسي وأرتشف قهوتي يوميًّا، فحينها لا أقوم بأي شيء سوى التفكير الإيجابي، كي أرتاح من ضغوطات الحياة في المنزل والعمل ، فإذا بهاتفي النقال يرن، ومن عادتي ألا أرد على المكالمات في هذا الوقت.
فكانت المفاجأة أن المتصلة: أختي.
لا أخفيكم بأن المشاعر كانت متناقضة ما بين الرد وعدم الرد، فكسرت الحاجز بعبارة (لعل في الرد خير).
بدأت القصة عندما حصلت مناسبة لأختي؛ فأقامت مأدبة عشاء، فدعت من تروق لها من أخواتي الأخريات وإحدى قريباتي وصديقاتها، وهمشتني تمامًا؛ هنا ثارت ثائرتي واشتد غضبي لسوء تصرفها وإحراجي أمام من حضر الحفل؛ فضاق صدري وجاشت نفسي وبدأت أتساءل: لمَ أنا؟.
فعدت بالذاكرة إلى الوراء قليلاً، فوجدت أننا نمر بمرحلة سلام حاليًا، بعد خلافات عديدة حصلت بيننا كأي أخوات.
فلما وصلها خبر عتبي عليها، كونها مقصرة في حقي، بادرت بالاتصال.
ولا أخفيكم.. فقد خنقتني العبرة، فكنت أظن انها ستعتذر وتعود الحياة أدراجها كما كنا في السابق، فإذا بها تهاجمني وتحور الموضوع من محقة إلى مذنبة.
مهلاً أختاه:
ألا أستحق منكِ اعتذارًا يخفف من ألم جراحي الذي تسببتِ فيه، فقد قيل في الأمثال: (الدية لدى الكرام الاعتذار).
أتعلمين أنكِ صَغّرتِ من شأني وكسرتِ خاطري.
فوجدت أن لا جدوى معها بعد محاولات عديدة؛ وأنهيت المكالمة سريعًا.
من باب العلم بالشيء: جميع القصص التي أسردها لكم تمثل الواقع ولا تخصني، فقط أرويها للعبرة والعظة.
لؤلؤة أخيرة:
ثقافة الاعتذار ثقافة لا يتقنها الكثيرون ، بينما يستخدمها المصلحون والمطورون لحياتهم وحياة من حولهم.