الفايروس الغامض الذي اكتسح العالم بسرعة البرق الخاطف مجتاحا بقوة مارد خفي …
جعلنا نعصر عقولنا و نفكر هل هو حقيقي أم مصنع .. ؟
اصبح محور حياتنا وجل اهتماماتنا ومخاوفنا ، فقد فرض ثقل غمامة وجوده علينا .. بعد أن أوقف حياتنا اليومية بشكل قهري .. مفاجيء غريب !
تذكرت الآن وأنا اكتب هذه السطور .. سؤال متكرر يصدر من البعض بحيرة..
وهو .. هل الْيَوْمَ إثنين أم ثلاثاء ؟
هل تعتقدون ان هذا السؤال غير عادي ؟
بالنسبة لي عادي لأن ضغوط الحياة والروتين السريع الغير متوقف ..
قد يجعلنا ننسى للحظة بسبب عدم التركيز أو الإرهاق …
بأن الْيَوْمَ هو الإثنين..
لكن..!! المحزن الآن … هو أن ننسى الأيام بسبب العزلة والحذر من كورونا ..
فقد أصبحت الساعات متشابه لا ندركها ..إلا بشروق وغروب الشمس…
فتمضي الأوقات هاربة مع عقارب الساعة دون ادراك للزمن .
وذات مساء إعتيادي مشوق في تحليل اخبار (المذنبة كورونا) ..
ظهرت نبرة غيرت أشرعة النقاش ..
إنه صوت والدي حفظه الله معلقا بكل فخرا واعتزاز عن وقع تلك الكلمات الهامة القيمة في النفوس ..
قائلا : خطاب سيدي خادم الحرمين الشريفين أمد الله تعالى في عمره وأيده بنصر من عنده
كان حديثا من القلب إلى القلب مفعما بالتفاؤل والأمل والحب والحنان والثقة التامة بالمولى سبحانه وتعالى وإيمانا به بأنه جل شأنه هو وحده الملجأ والملاذ لإزالة هذا الوباء العالمي وأنه بعد العسر يسرا وأن الدولة مستمرة بكامل أجهزتها المختلفة بعون الله تعالى وتوفيقه في بذل وتكثيف جهودها وحرصها في الحفاظ على سلامة وصحة المواطنين والمقيمين على أرضها الطيبة والمباركة وتوفيرالحياة الكريمة ورغد العيش للجميع ..
تلك الكلمات جعلتني أبحر عميقا في تفكير له عدة زوايا واتجاهات .. مبعثرة .. أرهق ذهني في جمعها وتصنيفها وترتيبها…
حتى توصلت إلى : أن الظروف التي سببها فايروس كورونا هي ظروف إيجابية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى..
لأنها خلقت بداخلنا شخصية لم نكن نعلمها…
شخصية .. تقف مع نفسها وقفة صدق ..
تقوي علاقتها بخالقها.. وتحاسب نفسها على كل تصرف..
وتراجع ضميرها على كل خطأ..
إنها تجمع روحها وإنسانيتها وفكرها في كلمة واحده هي.. الصحوة
وتجمع طاقاتها وقدراتها وعقلها لإكتشاف نفسها من جديد ..
ذلك الإكتشاف لن يتم إلا عن طريق تغير نمط الحياة اليومي ..
بداية من الجلوس الآن في المنزل
فلنجدد أنفسنا .. وسلوكياتنا .. وعاداتنا إلى الأفضل ..
نبتكر شخصية تستيقظ صباحا تفتح النوافذ تسمح للهواء النقي وضوء الشمس بالدخول إلى أرجاء المنزل طاردة للخمول والكسل .. باعثة للسعادة والدفء والأمل..
تهتم بصحتها وتمارس التمارين الرياضية .. تتابع مستجدات الأخبار المحلية والعالمية
تقرأ بعض الكتابات المتفرقة الدينية منها .. والثقافية والعلمية … تتصفح كل جديد وتتعلم تحصيل المعرفة بجهد فردي ..
تُمارس بعض الهوايات المحببة فالإبداع ليس له سقف أو نهاية .. وهو يؤدي إلى الإحترافية التى تؤهل الفرد إلى الإبتكار والإختراع ..
وهنا قد يتم اكتشاف موهبة لم تكن في الحسبان .. فنعمل على تطويرها وتنفيذها مستقبلا بعلم وقدرة ومنطق محترف ..
اذا .. هل تتفقون معي ؟
بأنه سوف يظهر لنا الكثير من العقول المفكرة التى ستخدم الدولة عمليا في مجالات عديده أهمها التصنيع المحلي والإكتفاء الذاتي في كثير من الصناعات والمنتجات الهامة التي نستهلكها من الخارج…!!
إنها أكبر فرصة إيجابية من فيروس سلبي …( فلنعيد صناعة عقولنا بذكاء قيم يخدم وطننا الغالي )..