" الصين: مافي خروج من البيت
السعودية مافي عمرة..
الكويت: مافي فيزا زيارة.. والامارات: مافي سياحة ..
ايران: مافي صلاة جمعة..
السودان: مافي عوجة تب..
وهكذا نحن السودانيين نجعل من الحزن ابتسامة.. ومن الهم فرحة.. ومن الشقاء سعادة وأمل..
نتبادل القفشات.. والنكات.. في أحلك الظروف..
لم نُدمّر بلادنا بثورة كانت مثالاً كأفضل ثورة سلميّة من بين ثورات الربيع العربي في عالم العروبة...
الموت.. لا يهزم فينا.. علاقاتنا الاجتماعيّة.. وان قتل فينا الأرواح.. لكنه لا يقتل فينا الحب.. والاحساس ببعضنا..
الذين قُتلوا في جنوب السودان من أبناء هذا الشعب.. طيلة عهد التمرد..
لم يقف هذا الموت حائلاً.. بين الجنوب والشمال..
ولم يمنع عشقاً ممتدّاً.. بين الشعب الجنوبي والشعب الشمالي..
دارفور بكل آلامها.. وأحزانها.. والانسانيّة التي أهدرت فيها..
ظلت شمساً ساطعة.. في سماء الأرض السودانيّة..
وصارت أغنيّة حزينة.. ترددها كل الشفاه السودانيّة..
ومازال غرب السودان.. ذلك العضو الذي تعتريه الجراح السياسيّة.. ولكنه.. يظل.. صامداً صمود هذا الشعب الأبي الكريم..
شرق السودان.. وأدروب.. وذلك الإنسان البجاوي.. الفريد في نوعه.. البسيط في أحلامه.. والذكي في تعامله.. المناضل من أجل حقوقه حقوقه.. لم تُثنيه دروب النضال.. عن عشق وحدة تراب هذا الوطن.. ولم تفتك به فتن النزاعات القبليّة.. وماتت في مهدها..
ليظل شباب هذا البلد هو صمّام أمانها.. وروعة انسجام تعايشها السلمي..
وتلكم القبائل المتناثرة ومنتشرة في أرجاء البلاد.. تحكي كل منها أجمل الحضارات وأروع التراث والقيم والأخلاق..
500 قبيلة سودانية.. لا أقل.. تتمازج روعة في هذه البلاد وكل منها يحمل تراثاً خالداً في تاريخ هذا البلد العريق..
الشعب الوحيد في العالم.. الذي خرج في ثورة شعبيّة.. متبايناً في أعراقه وأفكاره.. لكنّه مُتّحداً في أحلام التغيير للأفضل..
سيظل السودان رغم جراح أبنائه.. الغائرة في جسده.. روحاً تنبض بالأمل في نفس كل فردٍ من أفراده.. لا يُفرّقهم الموت.. ولا تُثنيهم المواقف الصعبة عن التلاحم والمروءة والنجدة.. والحب والإخاء..
سبظل الشعب السوداني مبتسماً.. في وجه وباء الكرونا.. يتبادل الضحكات والنكات.. مستهزئاً بالموت.. غير آبه بمصيره.. لا يخشى الرحيل من الدنيا.. فهو شعب الصمود والصبر .. والتضحيّة..
*ولكم في مواطني كسلا الوريفة.. أصدق الأمثلة وأنبلها.. وكسلا يفتك بها وباء الشيكونغونيا.. على مدار عامين متواصلين..*
*ليأخذ منها الموت.. الأحبّة والأحباب.. واحداً تلو الآخر..*
*ولا يثني أبنائها ومواطنيها الموت عن بذل كل ما يستطيعون من مجهودات.. لانقاذ الأرواح..*
*فليتكاتف جميع أبناء السودان في وجه هذه المحنة التي حيّرت العالم.. وجعلته يعلم قدرة الله عزوجل في خلقه ومخلوقاته..*
*ولتكن التوعية الصحيّة والاهتمام بالبسطاء والفقراء من الناس هو ديدن هذا الشباب الواعي، الشباب السوداني المعطاء..*
*ولنتفقّد جيراننا ومعارفنا وأهلنا..*
*لنجعل من فترة هذا الوباء.. "استراحة انسانيّة".. من رحلة الحياة السودانيّة المرهقة.. ولنتكاتف معاً.. ننبذ كل النزاعات والخلافات عبر هدنة غير مُعلنة.. ولتجمعنا وتوحدنا إنسانية صادقة.. لا تعرف لون ولا هويّة ولا عرق ولا قبيلة..*
*لنكن فقط.. "سودانيّة نحن"..*
*يجمعنا هذا الوطن الكبير.. لنظل نبتسم في وجه كل أزمة.. ونناضل بشرف تلكم الظروف الاقتصاديّة الطاحنة.. التي تمر بها بلادنا..*
*وأخيراً..*
*الشعب السوداني.. لا تقتله الأحزان وإن أرهقته.. وتظل ابتساماته "نكتة الأزمة" وهي عنوان تحدّيه.. لصعوبات الحياة..*
✍️ *#علي_جعفر*