(الخير للجميع)، هو شعار دائم لمملكة الخير؛ وهي تمد يد العطاء للكل؛ دون انتظار جزاء أو شكر من أحد؛ كيف لا، وهي موئل الإسلام وموطن العروبة والكرم، وقد ولدت وترعرعت ونمت وتسامت في ظلال هذا الدين العظيم المتمثل في سمو مبادئه وسماحة قيمه.
ومنذ قيام الدولة المباركة على يد مؤسسها الموفق – رحمه الله - لم تفتر عن صنائع المعروف، وإغاثة الملهوف، وظلت تبذل الخير في الداخل والخارج دون خشية إقتار أو إقلال، بل عززت رؤيتها بمضاعفة العطاء، ودعم قيم التعاون والتطوع في دروب الخير والإحسان في عهد مليكنا المفدى وولي عهده الأمين (صانهما الله).
وقبل أن تتفاقم أزمة كورونا، تفطنت إمارات المناطق للمئات؛ فتسارعت إلى حملات البرّ، لإعانة سكان الأحياء المتأثرة من منع التجوال، ولتخفيف وطأة الاحتياج إلى الغذاء والدواء لدى الأسر، في ظل انقطاع أربابها عن الكسب.
وفي مكة الخير، حيث الكثافة البشرية، والأحياء العشوائية، آذن أميرها خالد الفيصل بإقامة حملة كبرى رسالتها البر، وعنوانها البر، وهدفها البر، وثمرتها بإذن الله إلى خير وبرّ.
إنها حملة (برًا بمكة)، إذ تجمع نبل الغاية والقداسة، فهي الإنسان غايتها، ومكة مكانها، والاضطرار زمانها، فهي إطعام في يوم ذي مسغبة، (يتيمًا ذا مقربة، أو مسكينًا ذا متربة)! إنها بالفعل مضمار التنافس؛ الذي نهنئ أميرنا المبارك به، ثم كل من وضع يده باليد وكتفه بالكتف باذلاً أو ساعيًا.
وفي تغريدة بالأمس؛ أفصحت إمارة المنطقة عن (250) ألف طلب للإعانة استقبلتها حملة (برًا بمكة)، فيما استطاعت تلبية نصف هذا العدد فقط بالسلات والمؤن الغذائية، ما يعني استمرار الحاجة، خصوصًا ونحن على اعتاب شهر كريم، سمته الرحمة والتراحم بين المسلمين.
ولئن حيل بيننا - بسبب هذا الوباء - وبين ما نشتهيه من إعمار بيوت الله بصنوف الطاعات؛ فإن أواصر الصلة بأبواب السماء ممدودة، وهي بأيدينا ولله الفضل، وبوسعنا إبهاج أرواحنا وإشباع مشاعرنا الإيمانية؛ بالإنفاق وتفقد أحوال أهل الحاجات، ودعم حملات البرّ، ومساندة جهود الدولة والجمعيات الخيرية، عبر الوسائط الرسمية، أو المبادرات الشخصية وإسعاد الجيران والأقارب والأحباب ممن اضطرتهم ظروف الحياة بحسن النوال دون منّ أو أذى.
إن رمضان قد تزين لعشاقه، وعمَّا قريب سيحل وتحل معه البركات بصفوفها، وتهب فيه نسائم الرحمة في الأرجاء، وتفتح السماء أبوابها لاستقبال الدعوات والأمنيات، والصدقات والخيرات، فليكن لك الحظ الأوفر من ذلك، لأن أحب أعمالك إلى الباري سرور تدخله على مسلم.