الحراك الفكري أمر وارد في أحداث ملتهبة وتزداد اشتعالاً يوماً بعد آخر. النقد كلمة حساسة جداً، إلا عند القلة التي ترى أن النقد حالة صحية وليست مرضية، ولكن هناك أيضا توظيف لعملية النقد يخرج من الهدف الحقيقي لعملية النقد، والتي هي التقويم وليس الإسقاط .
الجماعات مجبورة على إرتكاب أخطاء ومن يريد جماعة بلا أخطاء سيتعب قبل أن يجدها. نحن بحاجة إلى الإنتقاد بغرض التصحيح لا الإنتقاد بغرض الإسقاط .
الإنتقاد الذي يتمنى فيه صاحبه لو أن الجماعة تتجاوز هذا الخطأ لتستمر وترتقي بمشروعها، وليس الإنتقاد الذي يريد صاحبه لو أن يستمر الخطأ ليثبت أن حدسه في الجماعة كان صحيحاً .
نحن بحاجة إلى النقد المصاحب للتقوى وألا يكون في النقد شيء من الإنتقام للجماعة أو للشخص، إنتقاد لا يخالطه سوى الإخلاص .
الإنتقاد يجب أن يكون على قدر الخطأ وليس إستخدام الخطأ للتعميم وإطلاق اللسان على الجماعة، وهناك أيضا من يرى أن الجماعة هي فوق النقد، ويجعل أي منتقد هو عدو أو بحاجة إلى إعادة تقييم .!
لا هذا ولا ذاك والإنصاف وترك الأمر لأهله خير من الخوض في كل حدث .
للأسف فمن يرى المجموعات فقد أصبح من يستطيع الكتابة يحق له أن ينتقد ويقيم جماعات لها جهدها وعملها .
لو اقتصر النقد والتعليق على المشايخ الفضلاء وأصحاب الرأي والدراية لكان أسلم لإيصال النصح وعدم توسيع الفجوة وزيادة الشحناء، فكلام أهل العلم له ثقله عند الجميع .