في ليالي الحجر انفض غبار السآمة من الحجر ..
رمضان هلاَّ فاستلهم البِشرَ واستقبله بحضن النقاء وجمال المظهر..
تفاءل بفيض العطاء وحسن المعشر ..
ومضاعفة الجهد و صفاء المخبر..
رمضان أتى فاجعل من نفسك نافذة عطاء تسكب البحور وتنثر بحبور ..فالله الله إن رمضان سريع المرور..
أقبل على الله بنية التصحيح ،وتطهير النفس من شوائب الذنوب ،وتجديد العهد مع الله بتوبةٍ تجلي ماران على القلب من سواد الذنوب .
أقبل على الله بنية الإحسان والصدق في الإذعان ،أقبل بكل تلابيب روحك وإنكسار نفسك وأطلب من الله كل المنى والعيش بهناء وتغير الأحوال من الأرض إلى السماء،أقبل على الرحيم وتفاءل برمضانٍ كريم .
فالتفاؤل لدى كل مؤمن غرسة في جوفه كلما سقاها بماء الرضا بالقدر ،وحسن الظن بالله وحماها بالتوكل على الله كلما زاد غرسه ، وكبر أمله ،واجتاز حلمه ، ولامس روحانية الاطمئنان.
فينبغي أن نستوطن التفاؤل في نفوسنا مادام لنا رب مجيب ،فالأماني بإنجلاء الوباء لن تخيب،وكلما نشرنا في مجتمعنا الإيجابية كلما نمت أغصان العيش بنقاء وتعانقت أطياف الأمان الروحي .
تفاءلوا برمضان هذا العام الذي جعل كل مسلم يراجع نفسه ،ويتلاحم مع أسرته ويفتش في ماضي حياته ليرمم القلوب الصادئة، ويلم شتات النفوس الهائمة..
تفاءلوا برمضان الذي جعل كل التركيز العقلي والنفسي والروحي في أداء العبادة، والوقوف أمام الله بانكسار الذنوب وضعف الحيلة .
رمضان فرصة ليطهر المسلم ذنبه بماء الغفران ،وطلب العتق من النيران ، ويطلق سهام العادات في اغتنام موسم الخيرات بكثرة العبادات لتهطل صحائفه بفيض الحسنات .
على المسلم أن يتحلَّى بالصبر فهو عبادة تعين على العبادة وتسمو للعطاء بزيادة ، فالصبرح اقتناع بالأقدار، وحبس للنفس عن الوقوع في الذنوب والأخطار.
فكلما امتزجت عباداتنا بالصبر حظينا بعظيم الأجر، وكلما رافق عاداتنا الصبر هزمنا التعصب والهذر..
أيها المسلم رمضان فرصة للقدوة المثلى بالعبادة الحسنى ..
رمضان فرصة للتخطيط وسرعة التنفيذ بأن تكون قدوة صالحة لأبناءك بالقيام بالأعمال الصالحة كالصلاة جماعة ،والتشجيع على تلاوة القرآن وحفظه وغرس بذور العطاء بحسن الاقتداء لينمو الغرس في نفوسهم أسمى نماء.
لعلنا نجد في كل رمضان فرصة للتصحيح ونجد في الحجر المنزلي فرصة لتعلم دروس التصحيح والوقوف بثبات تجاه صوادف الزمان بتعلم صياغة جديدة للإحسان مع الله ومع النفس ومع الناس .