الإعلام فن وذوق وأخلاق ،ودوره إصلاح وتوعية وإرشاد ، فهو الذي يجعل التقارب بين الناس من خلال وسائله المرئية والسمعية وغيرهما .
لقد استطاع الإعلام في عصرنا قطع مسافة قصيرة في نقل الخبر إلى درجة من أن الناس اليوم مع الهاتف المحمول العالم بين أيديهم في كل ثانية .
وعندما يتأمل الإنسان دور الإعلام يجد نفسه أنه لن يستطيع العيش بدونه ، فكيف ذلك! ،وهو من إذا أراد الخروج فهو الدليل ، وإذا أراد الشراء فهو المروج بالبضاعة ، وإذا أراد العلاج فهو المرشد الى الطبيب والمستشفى .
ولكن في أيامنا هذه استولت على الإعلام ايديولوجيات مختلفة ، ذات أهداف مريبة ، تحمل في طياتها استخدام الإعلام لتحقيق مآربها ، فمن هنا ظهر الفساد الإعلامي ، وانتشر الكذب ، فكان من واجب المتابع للإعلام التحري في ذلك.
فمن القنوات التي تبذل جهودها ، وتستخدم نفوذها ، وتصرف أموالها في جلب المشاهد لبرامجها هي القناة القطرية توجيهًا وتمويلا ( الجزيرة ) .
هي قناة تم تشييدها في أواخر القرن الماضي تحت ستار العروبة لتكون هي القناة الفضائية الأولى في العالم العربي في البث المباشر للمهتم بالشأن العربي ، فتعددت البرامج ، وتنوع الإعلاميون فيها ، فكانت النفوس تشتاق إلى القناة الجديدة التي تحمل اسم ( الجزيرة ).
ولكن بعد سنوات قليلة تبين لنا أمر القناة على انها ليست قناة إعلامية ولكنها قناة تدميرية ، هدفها بسط سيطرة هيئات وانتماءات ذات طابع على عقول الناس من خلالها ، فصارت النفوس تشمئز منها لأنها تعمي الأبصار ، وتجرح القلوب .
ومما يؤكد لنا دور ( الجزيرة ) في التدمير والتجريح والتضليل ، الدعايات الكاذبة المضلة ، والاتهامات الباطلة ضد المملكة العربية السعودية في جميع برامجها من أولها إلى آخرها ، وأشد برامج الكذب (الاتجاه المعاكس ) الذي يديره فيصل القاسم مستخدمًا عصابات التكفير والتضليل في سب بلاد الحرمين وقيادتها الرشيدة الحكيمة .
كنا نظن من أن القناة تعود إلى رشدها مع هذه الأزمة التي يعيشها العالم اليوم جراء فيروس كرونا ، والتي لم تسلم دولة من شرها إلى الآن ، دول أغلقت حدودها، مدن تم تهجير أهلها ، مؤسسات وشركات أفلست وسرحت موظفيها ، فبقيت القناة كأن هناك لم يحدث شئ وإنما الاستمرار في التجريح والتحريض على الفتن صباحًا مساءا !.
لقد وقفت القناة للبحث عما يسيء إلى المملكة العربية السعودية فلن تجد شيئًا في ذلك ، لأن السعودية هي ليست حديقة من الحدائق ، أو مطعمًا من المطاعم ، أو ملعبًا من الملاعب ، بل هي مملكة أسسها ملك مخلص واثق بربه وفي بعهده إنه الملك عبد العزيز - رحمه الله - الذي أقام دعائم المملكة على أسس متينة ، وقوائم ثابتة .
إن أزمة كرونا واجهتها المملكة العربية السعودية بعزم قوي ، ورأي سديد ، من لدن قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله .
إن كانت الجزيرة تريد النيل من المملكة وتجريها فلن تجد شيئًا كلاما موزونا تقبله العقول سوى تغريدات على تويتر تزعم فيه من أن المملكة ستقوم بخفض الرواتب وتسريح الموظفين لتنتعش بذلك ، فلقد كذبت ، وهذا عهدناه منها منذ امد بعيد ، الافتراءات الكاذبة ، والمزاعم الباطلة .
وهذا ليس بغريب فلقد استطاعت قطر أن تجعل القناة معبرا من معابرها للإساءة إلى أرض الحرمين الشريفين ، فعند ذكرى تأسيسها يشارك في ذلك الحكومة القطرية معربة عن فرحتها وسعادتها للقناة لما تحققها من إنجازات ومشاريع إعلامية ، فيا ترى مأتي المشاريع والإنجازات الإعلامية التي حققتها الجزيرة في العالم سوى التحريض على العنف والكراهية للشعوب ببعضها البعض ، والدعوة إلى الثورات التي دمرت الدول وأسوأها المسمى بالربيع العربي !، فكانت القناة هي الموجهة والمديرة للمعركة الفاسدة .
ولكن هناك شاهد نستشهد به للرد على حماقة وسفاهة قناة ( الجزيرة ) .
إن مجلة أمريكية ( فورين بوليسي) كشفت أنه رغم أن العام الحالي ٢٠٢٠م سيذكر على أنه أصعب عام إلا أنه ستخرج دولة واحدة على الأقل من أزمة وباء فيروس كرونا أقوى اقتصاديا وسياسيا وهي السعودية .
واوضحت أن السعودية أثبتت أن مواردها المالية يمكن أن تصعد في عاصفة مثل العاصفة الحالية .
وأشارت إلى انه خلافا لمعظم الدول المنتجة للنفط ، فإن المملكة لديها احتياجات نفطية مالية كافية ، ولديها القدرة على الاقتراض.
وبينت أنه مع وجود٤٧٤ مليار دولار تحتفظ بها مؤسسة ( ساما)في احتياجات النقد الأجنبي ، السعودية قادرة على الدفاع عن عملتها الريال ، المرتبط بالدولار .
فماذا بقي للجزيرة بعد ذلك ؟ ألا تعلم الجزيرة من أن المملكة مكانتها في نفوس المسلمين جعلت القلوب تدعوا لها ليلا نهارا بأن يحرسها الله بحراسته ، وأن يديم عليها نعمته ، وذلك كما دعا الخليل ابراهيم عليه السلام ( رب اجعل هذا بلدًا آمنا ، وارزق أهله من الثمرات ...)
خرجت القناة من الدائرة الإعلامية إلى الدائرة التدميرية وقف منظومة التجريح والتضليل .
إنها هي السعودية ، ستبقى عظيمة بإيمانها بربها ، قوية بوحدتها ، غنية بريادتها للتضامن الإسلامي .