كايلي ماكيناني تسلمت منصبها (المتحدثة الجديدة باسم البيت الأبيض الأمريكي). هذه الفتاة ذات الاثنين والثلاثين عامًا لفتت انتباه الكثيرين لما تحمله من صفات وكاريزما خاصة؛ أهَّلتها بجداره لهذا المنصب بغض النظر عن عمرها وتوجُّهها السياسي. ولعل أبرز ما تتميز به كايلي سرعه بديتها في التعامل مع مختلف وسائل الإعلام؛ إذ إن لهذه الصفة مهارة خاصة، قلّ ما تجدها في كثير من المتحدثين الرسميين. كما أعطت كايلي انطباعًا مقبولاً لدى المتابعين، حتى لو اصطنعت قليلاً من المصداقية أمام وسائل الإعلام.
وهنا أستحضر معكم حديثًا مهمًّا لمعالي وزير الإعلام السعودي الأسبق عبدالعزيز خوجة في إحدى الدورات المخصصة لتأهيل المتحدثين الرسميين في المؤسسات الحكومية؛ إذ قال: "إن من أبرز صفات المتحدث الرسمي أن يكون هو صاحب المبادرة بالتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة، سواء تقليدية أو جديدة". مؤكدًا أيضًا في تلك الدورة حقيقة مهمة، يجب أن يتحلى بها المتحدث، هي الجاهزية التامة لجميع تساؤلات وسائل الإعلام، بأريحية ورحابة صدر، مع تزويد تلك الوسائل بالمعلومات كافة المتوافرة لديه والمتاحة في أسرع وقت؛ فالتأخير في إيصال المعلومة يتيح للبعض إيجاد التأويلات والتحليلات التي قد تكون غير مقبولة أحيانًا.
كما أنه لا يمكن أن نتغافل عن سمات مهمة، يجب أن تتوافر بالمتحدث الرسمي؛ إذ يعتبر هو واجهة المؤسسة التي يمثلها، وحلقة الوصل بينها وبين العالم الخارجي. هذه السمات بالإمكان فصلها إلى جزأَين مهمَّين: سمات ربانية، تُخلق مع الإنسان نفسه، وهي ما يطلق عليه "السمات الشخصية". وسمات أخرى، بالإمكان أخذ دورات تدريبية لتعلمها، وهي "السمات الإقناعية".
فالسمات الشخصية لكل متحدث هي بوابته للعالم، وحلقة الوصل معهم؛ إذ لكل متحدث سمه وكاريزما خاصة، تميزه عن غيره، سواء بقدرته على التعامل مع الكاميرا والمايكروفون، أو قدرته في التعامل مع اللقاءات المباشرة، فضلاً عن لغة الجسد والعين الواثقتَيْن. فالظهور المتزن مع الأناقة الشخصية هما اللذان يعطيان مَن هو أمامك مزيدًا من الثقة والمصداقية والقبول الرباني حول ما تتحدث به.
أما السمات الإقناعية، التي بالإمكان تعلمها، فهي تتمثل بقدرته على إيصال الرسالة بأقصر الطرق، وإجادة التعبير بالشكل المناسب لإيصال الفكرة دون تكرار أو تلعثم، فضلاً على ضبطه مشاعره، وقدرته على التحكم بانفعالاته، وتقبله النقد دون إظهاره مظاهر الانزعاج.
فالمتحدث الرسمي الناجح هو تلك اللوحة الجميلة التي يشاهدها الآخرون؛ ليكتشفوا ما خلفها من حقائق أكثر روعة. وهو مَن يترجم عملاً متكاملاً لمؤسسة ناجحة، وبصورة ناصعة البياض. ويقف خلف تلك اللوحة الجميلة قادة عظماء، وشخصيات موهوبة.