نكهة اليُتْمِ في سنِّ الوقارِ
قلبي ويمتدُ ماءُ الروحِ أعيادا
وفي فمِ الدهرِ يغدو البوحُ إنشادا
يغازلُ القلبَ عيدُ الفطر مبتسماً
والماءُ يجرحُ خدَّ النارِ إيقادا
ماذا وفي الشرفةِ البيضاء وجهُ أبٍ
ووجهُ أمٍّ مع الأعيادِ ما عادا
بالأمسِ كانا هنا والدهرُ أجمعه
عيدٌ ومذْ رحلا ما ذقتُ أعيادا
أبي وأمي وكم كانت تقربّني
منهم دموعي وكم نهراي قد جادا
واليوم ما باله دمعي يمزّقني
يزيدني عنهما صدّا وإبعادا
يا نكهة اليُتْمِ في سنِّ الوقارِ متى
تُلقِي جحيمَكِ إطفاءً وإخمادا ؟
متى تُدَلّي الأماني عذقَ فرحتنا
ويضحك الليلُ للمحزونِ إسعادا ؟
جفَّ المدادُ وكورونا مخالبه
ملء الأزّقةِ إرجافاً وإرعادا
يحاصرُ الأرضَ في مرآة نشوتها
ويحتسيها جماعاتٍ وأفرادا
تبدو البيوت سجونا تحت قبضته
ولا نرى غيره سجناً وجلادًا
عيدٌ سعيدٌ برغم الحزن نعلنها
إذ لمْ يُبِحْ ربُنا في العيدِ أنكادا
سنملأ الكونَ تكبيراً وخالقنا
بذلكَ الأمر في القرآن قد نادى
أحبّتي يا حروف العشق يا لغةً
تزيدني في طريقِ النور إرشادا
يا قصة عشتُ في ألوانها عُمُراً
لا تستطيع لها الأيّام إفسادا
لم يبق شيء سواكم يستلذّ به
قلبي فكونوا عليه اليوم أشهادا
إن حال عن وصلِكُمْ هذا الوباء فلن
يَحُول عن حبّكم إن قلَّ أو زادا
أحبّكم كل عامٍ والحياة بكم
أحلى ودمتم لعرشِ الحب أسيادا
أهلاً وسهلاً بعِيدِ الفطر قد فَرَشَتْ
قلوبنا دربه فُلّاً وكبَّادا