أبتلي العالم اليوم بداءٍ خطيرٍ ومرضٍ عضال، تبدلت فيه الموازين رأساً على عقب ، وتشوهت فيه الفطر السليمة وانعكست .
فبئس المنقلب لتلك الشعوب التي استسلمت له إما لمحاكاة ، أو وافق حاجة في نفس يعقوب ، فهو بذلك الصنيع عبدٌ لهواه .
قال تعالى : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ )
إنه داء السهر وما أدراك ما السهر ، حيث أصبح فيه الليل نهاراً والنهار ليلاً ، سهر متواصل بالليل ، ونوم عميق بالنهار يجر وراءه مصائب عظاماً ، وعواقب وخيمة لا يُحْمدُ عقباها :
ضياع الصلوات وهدر الأوقات ، و إهمال الواجبات ، وتقصير في الاجتماعات، ناهيك عن مايسببه السهر من أمراض :
كالضغط، والسكر ، واضطراب النوم ، وفقدان الشهية ، وآلام المفاصل .....إلخ
فمتى نعود لرشدنا، ونعيد الأمور إلى نصابها ننام ليلاً ، ونصحوا نهارا .
تلك هي فطرة الله التي فطر الناس عليها.
قال تعالى :
{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)