خلق الله الخلق ، وجعل اختلافهم سنة باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فمنهم المسلم المؤمن الموحد التقي العابد ، ومنهم العاصي، المشرك ، المنافق ، والكافر ... ومنا دون ذلك!
وإذا نظرنا إلى الجهة المقابلة نرى في القمة ذوي الأخلاق الحسنة : من شجاعة ، كرم ، شهامة ، لين جانب ، وبشاشة.
بينما نرى في أسفلها أصحاب الأخلاق السيئة القبيحة : كالجبن ، البخل، الغطرسة والتكبر ، العبوس ، والجبروت ... ومنا دون ذلك !!
ومن سنة الاختلاف وجود المعلم المخلص ، الفقيه ، المخترع البارع ، المهندس الماهر ، الطبيب الحاذق ، والجندي المناضل .
و حول مستنقع الهاوية : الجهل المدقع ، المركب ، الطبيب المتساهل ، والجندي الخائن ... ومنا دون ذلك !!!
وعلى منبر الاختلاف : الجار القائم بحقوق الجوار ، الصديق الصدوق ، حافظ الأسرار ، الأمين ، مجير الملهوف ، المعين على نوائب الدهر .
وأسفل من ذلك : الجار المتمرد ، العدو الغادر ، مفشي الأسرار ، الحسود ، وعديم المروءة ... ومنا دون ذلك!!!
هذا الاختلاف ماهو إلا نوع من الثراء البشري المكنون الذي اختزنه الله في البشر إلى يوم الدين ، فجعل البشر مختلفين في جيل ، شكلاً وعقلاً وقدرات ومعطيات ذكورا وإناثاً ... ومنا دون ذلك !!!!
وشاء الله لجعل الناس أمة واحدة .
قال تعالى :
{ولَو شَاء ربُّكَ لَجعلَ النَّاسَ أمَّةً واحِدةً ولاَ يزَالُونَ مُختَلِفينَ{118}إِلاَّ مَن رَّحمَ ربُّكَ ولذَلكَ خَلقَهُم وتَمَّتْ كلِمةُ ربِّكَ لأَملأنَّ جهنَّمَ منَ الجِنَّةِ والنَّاسِ أَجمَعِينَ {119} هود.