وثقتُ بهم وما صانوا عهوداً
ذُبِحتُ من الوريد إلى الوريدِ
مددتُ لهم أياديَ وقت ضيقٍ
وهم جعلوا الأياديَ حولَ جيدي!
فكادوا لي بغدرهمُ لآسى
وصار لهم عذابيَ يومَ عيدِ
أيا دنيا طُعنتُ وسال دمِّي
وممَّن كنت أحسبهم رصيدي!
طعنتُ نعم طعنتُ بذات ليلٍ
من الأقراب ليس من البعيدِ
فعهد صداقةٍ نكثوا وخانوا
لحبِّ الذات صاروا كالعبيدِ!
وعشرتنا فما قَدَروا؛ قلوبٌ
لهم يا صاحِ أقسى من حديدِ
تلاشت من حناياهم كأني
بها والله ذابت كالجليدِ
قتيلُ أحبةٍ إني ومنهم
شغافُ القلبِ تشعل كالوقيدِ
وها هم يرتجون القربَ مني
تقرُّبُهم تقرُّبُ مستفيدِ!
وهل لصداقةٍ دُفِنت بغدرٍ
من الأقرابِ تحيا من جديدِ؟!