يا لبدرٍ في سمـاءٍ تَجَــلّى
بعد غيمٍ جاد غيثاً وطلّا
في سطوعٍ حوّل الليلَ صُبحاً
أو مسـاءً عـن ظَـلامٍ تَخـلّى
يا لِنَفـحٍ عـابقٍ مـن تُرابٍ
ريحُ طِـينٍ بلّهُ القطرُ بلّا
إنّهـا ليـلةُ بَـدرٍ و رَشٍّ
عن حلاها ليس في الكونِ أحلى
لِجميلِ الشعر فيها نصيبٌ
حيثُ يغدو ناظمُ الشعرِ فَحلا
ينتقي الحرفَ البليغَ انتقاءً
يحتويهِ يغزلُ البيتَ غَـزلا
من نسيمٍ هَزّ في النفسِ شوقاً
لارتقاءٍ يجعلُ الـروحَ تَسْـلى
أيُّها البدرُ الذي فيـكَ وجـهٌ
لِغزالٍ كان بالأمـسِ خِــلّا
كان طيفاً في الصّبا كالأماني
ليت شعري في أمانيـهِ ظَـلّا
كان حُبّـاً كلُّ ما فيــهِ حِـلوٌ
ثُمّ جافى بعد حولٍ و ولّى
كان يبدو شادنَ العُمرِ غَضّاً
لا يُبالي يَدّعي الحبّ جَـهلا
كُلّما حاولتُ أحظى بِوعدٍ
في وِصالٍ جاءني الردُ كَلّا
هِمتُ فيهِ و انقضى وقتُ صبري
ضِقتُ ذرعاً من حَبيـبٍ تَغَـلّى
أيُّها البدرُ الذي كُنتَ فيـنا
شاهدَ الحُـبِّ الذي كادَ يَبْلى
هل ستبقى ذكرياتُ الأماني
في حياتي بعدَ أنْ صرتُ كهلا
لستُ وحدي من تَلظّى غراماً
كم عزيزٍ ذاقَ في الحبِ ذُلّا
لستُ وحدي من تمنى حبيباً
كان حُلماً في زَمـانٍ تَـولّى
سيرةُ الحب التي من قديمٍ
خُلِّدتْ في الرواياتِ ثَكْلى