هوس الصغار والكبار، الذكور والإناث، الأغنياء ومتوسطي الدخل ، كلٌ يسعى إليها بكل ما أتي من قوة ، فمنهم من تسلق سلم الشهرة بمحتوى خاوٍ ، عقيم ، حطب ليل ، كشجرة عديمة الفائدة لا ظل ولاثمر ؛ أجتثت من فوق الأرض مالها من قرار .
فهؤلاء نالوا الشهرة، أو لم يحظوا بها، سواء ، كمن يمشي خلف ظله أيلحق به ؟! سراب في أرضٍ فلاء يحسبه الضمآن ماءً . هكذا هم المتشدقون المتفيهقون..!!
بينما على النقيض من ذلك نجد أن هناك أناساً لم يسعوا للشهرة مطلقاً ، بل هي التي سعت إليهم ؛ تتويجا لهم ؛ لأنهم قاموا بإعمال جليلة ، خدمت البشرية ، وأذابت كثيرا من مصاعب الحياة ؛ لتجعلها برداً وسلاما.
هؤلاء سواء كانوا علماء: دين ، طب ، فلك ، طيران ، مخترعين، ، إعلامين مميزين ، أصحاب نظريات في العلوم الطبيعية ، أو العلوم الإنساتية : علم النفس ، والاجتماع والفلسفة .... ألخ ، هم من يستحقون الشهرة . فهل هناك مقارنة بين الفئتين ؟!! بالطبع لا
فالشمس في أول النهار ليست كآخره.!!
فمن هم في أول النهار يستحقون الإشادة والإطراء، بصرف النظر عن أي إملاءات،تحزبات،مذاهب، زمن، مكان
المعيار الحقيقي السليم الذي لا يخضع لهوى نفس تواق ،أو مزاجية حولاء ، بل هو أكثر دقةً من ميزان الأحجار الكريمة : الذهب ،والألماس .
هذا المعيار هو مدى استفادة البشرية من العلم الذي قدموه في صورة
بستان ، نجني ثماره ، ونتفيأ ظلاله .
فيا طالبي الشهرة وأنتم غير أهل لها ينطبق عليكم قول الأعشى
كَنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليوهنها
فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ