الإنسان اجتماعي بطبعه ، فهو ليس بمنأى عن الاتصال بمن حوله ، قرب أم بعد ، له صلة به أم لم تكن .
هذا الاتصال يكون : فرد بفرد ، فرد بجموعة ، مجموعة بفرد ، أو مجموعة بمجموعات .
يكون عبر قنوات اتصال مختلفة ومتنوعة ، منها المباشر ،وجها لوجه ، وكثير منها بشكل غير مباشر ، رسائل نصية ، أحاديث دردشات كتابية ، أو مسموع عبر جهاز نقال ، ثابت ، مذياع ، تلفاز ...إلخ
بين خضم قنوات وسائل الاتصال بين المرسل والمستقبل ، لاتخرج عن ثلاث حالات لفئتي المرسل والمستقبل في عملية إبدالية( سابق بالخيرات ، مقتصد،ظالم لنفسه ) .
فإن حظيا ( المرسل ، المستقبل ) بالأولى فقد فازا ، من يزرع الأعناب لاشك سيجني الثمر الطيب اليانع ، كلام طيب ، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، كلام طيب روعي فيه حسن الاختيار ، نقاء كلمات ، ولآليء جمل ، وكريم عبارات ، صدق مشاعر ، عدل وإنصاف ، إعطاء كل ذي حق حقه دون نفاق ،رياء أو تملق.
وإن أمسكا العصا من المنتصف( مقتصد ) فهما في المنطقة الرمادية كما يقال ؛ لم يرتكبا محضوراً ولم يبلغا الجبال طولا ، تبنيا الحكمة المشهورة ( القناعة كنز ) ، ومقولة: " إذا كان الكلام من فضة بالسكوت من ذهب "
و جملة : " قل خيرا أواصمت " .
والأدهى الأمَّر الصنف الثالث " الخَبُث لا يخرج إلا نكدا " صنف ( ظالم لنفسه ) سواء كان ظالما لنفسه أو لغيره ، فهذا الأخير يلقي بالكلام جزافا دون فلترة كحاطب ليل
، من هذه النقطة تبدأ بروز كثير من المشاكل وتتفاقم؛ مما يحدث شروخاُ ،فجوات، تصدعات ،
بل انهيارات في العلاقات الاجتماعية التي بدورها تهوي بالمجتمعات الصغيرة والكبيرة على السواء؛
لذا لابد أن يعي الجميع أن جودة الاتصال مهم جدا لبناء المجتمعات . فلنحرص دائما على بناء مجتمع واعٍ يحسن اختيار قنوات الاتصال الجيد .
فلا أسرار بعد اليوم ، فقد كشفت الأوراق .!!!