يعتري بعض القلوب الصدأ والروتين، فتصبح بعيدة عن الإحساس بجمال الحياة وإنسانيتها، وتعيش برتابة عادية، يمر عليها النهار والليل، دون أن تدرك قيمة الزمن، ودون أن تشعر بطعم الحياة.. وعند ذلك لا تدرك للقلوب أوتارًا قد تبقى بكامل ترتيبها العمر كله ثابتة بلا حراك، يعلوها الأتربة والروتين الممل، ولكن فجأة قد تمنحنا الحياة ابتهاجاتها وجمالها، دون تخطيط منا أو تنسيق، حتى تضع ألحانًا في منتهى العذوبة والرقة والإحساس، فيأتي تجاوبها تلقائيًا ينبض بالنعومة والمشاعر الجميلة، فنرى حينها الحياة بمنظار أجمل وبروح أروع وبإحساس أمتع، ونجد أنفسنا نستلذ ونهيم بالمناظر الشاعرية الجميلة، وصوت خرير الماء، وحركة الأغصان، وتظهر لنا روعة الأشجار الخضراء وجداول الماء الصافية، ويزداد إحساسنا بجمال البحر وشاعريته ومنظره الساحر في الغروب والشروق، بعد أن أصبح للحياة معنى، وللعاطفة رونقًا، كما نشنف لأغنيات كنا نسمعها ونطرب لها، ولكن لا نشعر بعمق معاني كلماتها ولا بجميل إحساسها، وبالعكس مع هذه الأوتار التي حركت القلب.. تبدأ مرحلة جديدة من السماع، بالتعمق في مفرداتها.. وكل ذلك بسبب الزائر الجميل، الذي غيَّر حياتنا فنكون محظوظين بهكذا لحظات وبهكذا مشاعر، وتبدأ إشراقات أيامنا مليئة بالحب والتفاؤل، والشغف بسماع صوت الحبيب، والاطمئنان على أيامه ولياليه؛ لأنه جدد القلوب، وحرك الحياة فينا، وأعطى معاني مختلفة مفعمة بالدفء والعاطفة والفرح البريء. إنها الحياة كما نراها رغم قسوة الظروف وصعوبة الأجواء المناخية وضغوطات الحجر الصحي وفيروس كورونا، فإن كنت مبتسمًا متفائلاً تعيش الحب والوجدان عاطفيًا وإنسانيًا، فسوف تراها كذلك، وسيحل في عقلك الفيروسات الإيجابية الجميلة، وستكون ابتسامتك شعاعًا من الخير والجمال على من حولك، وسيعزز ذلك من جهازك المناعي وقدرته على مواجهة كل شيء في هذه الحياة. وهذا يتفق مع قول الشاعر:-
أيها الشاكي وما بك داء كن جميلاً ترَ الوجود جميلاً.