حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران: 92.
أعمال البر والإحسان والصدقات على الفقراء والمحتاجين والأيتام والأرامل هي من أدوم الأعمال وأفضلها فيها بركة الرزق في الدنيا والأجر والثواب عند الله .. الجمعيات الخيرية وتحديدًا جمعيات البر المنتشرة في أنحاء المملكة تعمل على تنظيم هذه الأعمال واستقبالها من فاعلي الخير واستثمارها وتنميتها وإنفاقها على المستحقين من فئات المجتمع حسب المناطق والمحافظات والمراكز والقرى التابعة لكل جمعية تحت مظلة وإشراف وزارة العمل والتنمية الإجتماعية .
الأحد ١٣ شوال ١٤٤٠هـ كانت لنا في الصحيفة زيارة لمقر جمعية البر الخيرية بمحافظة ضمد برفقة مسؤول قسم تنمية الموارد الأستاذ محمد كريمي والتقينا بمدير الجمعية الأستاذ خالد طماح الحازمي … شاهدنا مواقع وعقارات تمثل موارد للجمعية واطّلعنا على برامج وأنشطة ودورات ومسؤوليات تنفذها أقسام وأعضاء هذه الجمعية بقيادة رئيسها الشيخ عباس محمد الحازمي ومنها كفالة أسرة ، بناء مساكن ، ترميم مساكن ، تأهيل أبناء المستفيدين، كفالة الأيتام ، مشروع الحقيبة المدرسية ، دعم الأسر المنتجة، مشروع حفظ النعمة، مشروع تفريج كُربة، مشروع المساعدة بالأجهزة الكهربائية ، السلة الغذائية الأوقاف والصدقات الجارية … والعديد من أشكال وأنواع المساعدات في العلاج وسداد فواتير الكهرباء للأرامل والمعسرين والسجناء وكذلك استقبال أموال كفارات اليمين .
تحدث الأستاذ خالد الحازمي مدير جمعية البر بمحافظة ضمد للصحيفة عن مشروع كفالة الطلاب الأيتام في محافظة ضمد والمراكز والقرى التابعة لها بأن الجمعية مع نهاية الفصل الدراسي الثاني ١٤٤٠هـ تكفلت بالإنفاق على ٦٠٥ طالب وطالبة من الأيتام في ٣٣ مدرسة من خلال توزيع كوبونات بطريقة الشيك المدفوع لكل طالب وطالبة بالتنسيق مع قادة وقائدات المدارس وذلك بعقد شراكة مع مكتب تعليم ضمد ثم عقد مباشر مع كل مدرسة بحيث يتولى الزملاء في القسم الرجالي مدارس الأولاد وتتولى الزميلات في القسم النسائي مدارس البنات وقد بلغت النفقات تقريبًا ١٧٣ ألف ريال ويتم تسليم الطالب أو الطالبة الكوبونات الخاصة به فيشتري مايريد ويسترد الباقي وقد كان لهذا العمل تحفيز وتشجيع كبير لطلاب المدارس من الأيتام بفضل الله .
كما تحدث الحازمي عن التعاون المشترك بين جمعيات البر الخيرية في أنحاء المنطقة وعن تجربته الشخصية في هذه الجمعيات منذ عام ١٤٢٤هـ وبأنهم استفادوا من أفكار وتجارب عديدة لعدد من الجمعيات والجهات المانحة مثل جمعية صبيا والعارضة وكذلك استفادوا من بعض الشراكات المجتمعية لتفعيل جوانب عديدة من أعمال البر وفي المقابل استفادت جمعيات أخرى من تجاربهم …
وأثنى مدير الجمعية خلال حديثه للصحيفة على الدعم الكبير الذي تجده “بر ضمد” من قبل محافظة ضمد والبلدية وكذلك أهالي ومشايخ وأعيان المحافظة والمراكز التابعة لها مشددًا بشكلٍ خاص على وقفات الشعبي رئيس بلدية محافظة ضمد ودعمه الكبير ووقفاته مع الكوادر الموجودة في البلدية في عدد من المشاريع الوقفية والمساهمة في أعمال الجمعية .
انتقلنا برفقة مسؤول تنمية الموارد في جمعية البر بضمد الأستاذ محمد كريمي لمشاهدة عدد من الأوقاف والمرافق والمساكن التي تعود ملكيتها للجمعية ويستفيد من مواردها العديد من الأسر والمستفيدين منها ماتم تجهيزه وتشغيله من قبل مستأجرين ومستثمرين ومنها مايجري العمل على إنجازه كما انتقلنا لموقع مجمع خدمات بترولية جديد تحت الإنشاء بجوار مقر الجمعية في مدخل محافظة ضمد كل هذه المشاريع وعدد من الأنشطة تعتبر موارد وروافد خير يتم الإنفاق منها في مساعدة كل المستفيدين المسجلين في بر ضمد .
بعد الجولة الميدانية واللقاء مع الأستاذ خالد طماح الحازمي مدير الجمعية تم التنسيق مع موظف العلاقات العامة لتمكيننا من الدخول للقسم النسائي في مبنى جمعية البر والذي شاهدنا في عدد من مبادرات العمل الخير وأعمال البر والإحسان التي يقمن على تنفيذها مجموعة عمل نسائية منظمة حسب ترتيب متكامل وتنسيق رائع مع مجسمات توضح المجهودات التي تُبذل لإسعاد الأسر الفقيرة والأيتام كما لفت نظري شخصيًا تلك اللوحة الجدارية والتي طُبعت فيها بصمات الأطفال الأيتام من أعمار مختلفة لتبقى في مدخل القسم كذكرى خالدة لهم حتى يكبروا ويصبحوا أعضاء فاعلين يخدموا وطنهم ومجتمعاتهم …
في ختام الزيارة وقفنا على قسم تنمية الموارد في الفرع النسائي وشاهدنا بوادر الخير التي تبعث على السعادة والبهجة بأن الخير والبر في هذه البلاد ليس محدودًا بمكان ولا موقوتًا بزمان بل مستمر بفضل الله ثم بمجهودات القائمين والقائمات على هذه الجمعيات في ظل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وفاعلي الخير من أرجاء الوطن .