.حقيقة ليعلم أخينا في الله وأمثاله ممن يرون أو ينظرون لما يكتب من قصائد وطنية يمدح الشاعر ولاة الأمر ليس من قبيل التطبيل كما تزعمون إنما إيمان قاطع بمكانة ولي الأمر كالرأس من الجسد وأفعالهم التي يشهد بها الواقع الملموس الذي نجد أنها نعمة من الله أنعم بهاه علينا في ذواتنا وحياتنا الكريمة التي تستحق الشكر قولا وعمل وقد شكر من هو خير منا الله سبحانه على ما أنعم الله به على سليمان عليه السلام قال تعالى:
( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ( ١ ).
ويقينا مما نعقده أن التحدث بنعمة الله جل جلاله هو من حقوق هذه النعمة عليك من الإقرار بالجميل للمنعم سبحانه الذي قال (وأما بنعمة ربك فحدث) (٢) .
وعن أبي نضرة قال : (كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يتحدث بها)
وهؤلاء الشعراء والأدباء والكتاب إنما يعبرون عن ولائهم ووطنيتهم الصادقة التي من أجل أهدافها وحدة الصف والكلمة وتربية الأجيال على مافيه خير لأنفسهم ومجتمعاتهم ووطنهم الغالي عن إيمان جازم لايخالطه ريب أو شك أن الدين الوطن لا مساومة عليهما هما السياج الحامي للوجود من كل شر ودمار وانحراف عقائدي و فكري وثقافي
فكيف تخرجهم من مصطلح مثقفين فماهي إذا في عقليتكم إذا كان هذه نظرتكم بما فيها من نبرة انحراف فكري وثقافي لاتؤمن بغرض أدبي موجود منذ العصور الأولى ليومنا هذا ،هذا اولا
ثانيا :من المعروف أن المدح من أغراض الشعر التقليدي منذ أيام امرؤ القيس إلى وقتنا الراهن وله خصائصه وسماته الفنية وأنماطه التي تميزه
وقد مدح الحبيب خير البشر عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين والتابعين والقادة والابطال على مر العصور ومازال غرض المدح لولاة الأمر جميل بديع له أهدافه ورسالته لهذا الوجود فالمدح لولاتنا لمافيهم من قيم ومبادئ إسلامية جعلتهم قدوة ورأس لهذا الجسد المترامي الأطراف ولما يتصف به الممدوح من علم وجهد وصبر ومثابرة وتقويم لدين وشجاعة في خوض المعارك السياسية والحربية لحماية الإنسان والمكان مجندين أنفسهم ورجالهم واوقاتهم وعدتهم وعتادهم من أجل هذا الوطن الغالي والشعب الكريم ناهيك عن أهداف هذا الغرض من بث الحماس في أرواح الأجيال وتوحيد الصف والكلمة وليس كما تزعمون تطبيل فالتطبيل في نظري مايخالف الواقع وقيل لغرض شخصي يريده القائل ، فمدح الشعراء لولاة الأمر يخدم الدين الذي أمر بطاعتهم وبكل مايحقق وحدة الصف والكلمة ويبث المحبة والمودة والتعاون والتآلف في المجتمع مقويا للروابط الاجتماعية .
رابعا : قد ركز شعراء المملكة العربية السعودية في مديحهم لولاة الأمر والأدباء والمفكرين على مايعرفون به من صفات وما اشتهر عنهم ولعل غرض المدح لهؤلاء يكون تحفيزا للممدوح لفعل الخير مما يعتبر دافعا قويا للتقدم والإنجاز في كل مجال وميدان وليس تطبيل كما يزعمون
فالأمر طبيعي مدح ملوك السعودية وامرائها تعبيرا من الشعراء عن ولائهم ووطنيتهم لأداء الرسالة والواجب اتجاه الوطن الغالي وهذا ليس عيبا حتى تخرجهم في مقالك عن اعتبارهم مثقفين في نظري هذا الرأي ووجهة النظر منك وامثالك قد يكون جافي وخالف الحقيقة.
خامسا للأسف قد اعتبر وجهة نظركم عاديه لو كانت من غير أبناء الوطن أمثالكم ممن لاشك خير الوطن في نشوز عظمه وتعليمه وحياته الكريمة فهذا منطق من يكن لهذا البلد الكره أو الحقد ممن انحرفوا فكريا وثقافيا متناسين أن الجزيرة العربية مهبط الوحي ومصدر النور والثقافة الإسلامية عالميا منذ بعثة الحبيب عليه السلام ، فهؤلاء الذين يصفهم قلمك بالمطبلين هم احفاد أولئك الجهابذة الذين رسموا بالحروف نثرا وشعرا الموروث الثقافي والأدبي الذي يستقي منه سعادتك اليوم فلماذا هذا الوصف المنبوذ بالمطبلين أتريد تنفير المجتمع من بعضهم أو تريد بتقليلك من شأنهم البروز والشهرة راجع فكرك لتعلم انك تمجد فكرا ينبذه الواقع عرفا وشرعا بالأدلة القاطعة وللكلام بقية.