حدثتني إحدى قريباتي فقالت :
نحن معشر النساء من المرابطين في البيوت ، بين عدة جبهات، رعاية أبناء بين رضيع يحتاج رعاية فائقة في متابعة كل شؤونه ، إعداد رضعاته، والاهتمام بنظافته ، وتنظيم نومه وبرمجة ساعتنا البيولوجية و ساعته ، ينام برهة، ويصحو أخرى، يالها من معاناة !! تذبيها رحمة أودعها الله في قلب الأم ، ترى قبحه حسنا ، وبكاءه تغريد بلابل في روضة غناء ، أشجار وارفة ، ومياه جارية ، وتطفئ نارها إشباع غريزة الأمومة، أمنية كل امرأة على وجه المعمورة .
وأبناء ، وبنات ،مراهقون، و مراهقات، كل في فلك يسبحون ، نجلس معهم ونحاورهم ، ونعيش خيالاتهم ، أمنياتهم ، طموحاتهم، رغباتهم ، ونسعى لتحقيق أهدافهم ، نروض صعوباتهم ، وننمي قدراتهم ، نأخذ بأيديهم لنعبر بهم إلى بر الأمان بإذن الله استعداداً لخوض تجارب الحياة بأنفسهم .
وفي الجانب الآخر زوج له متطلباته ورغباته ، بين مد وجزر ، أوامر جمة ، ومحذورات هلامية ، رضاه مطلب ، واغضابه محذور ، لا لوم ، ولا تنديد.
بعد هذا العناء ليل نهار بين أربعة جدران وسط صراخ الأبناء ، وصافرات إنذار الأزواج ، ألا يحق لنا التخطيط لرحلة استثنائية تؤخذ على غرة ، إلى أبها البهية ، أو عروس المصايف الطائف،نعانق سحابة ممطرة ، ونصافح هتان حسان؟؟؟ أم أن شؤم كورونا وقف لنا بالمرصاد ؟!