منذ يومين ، لفت نظري ، وشد انتباهي ، لقاء مع واحد من عامة الناس ، أب نموذج ، ومواطن صالح ، اجتمعت فيه خصال حميدة ، حنان أبوة لا يعلى عليه ، وكرم حاتمي حقيقي ، لا رياء ولاسمعة ، محب للعلم ، مناصر للمتعلمين ، زهرة اليوم ، وثمرة غد مشرق بإذن الله ؛ دعته شفقة الأب ، وحَمِيّة الجوار ، وحب الوطن ، ودعم مقتدراته ، فئة الشباب ؛ أن يضحي بوقته ، وماله ، لا يريد جزاءً ولاشكوراً، إلا المثوبة من الله ؛ فبارك الله في وقته، صحته ، ماله ، ورزقه البنين ، والبنات .
هذا الرجل أردني يدعى عيسى حمادة، وكنيته " أبو حسام "
يقول:
عند تسجيل ابنتي بإحدى مدارس مملكتنا الحبيبة، فوجئت برد إدارة مدرسة حيينا ، بأنه لا يوجد فصل لهذه الدفعة ، وبإمكانكم الذهاب إلى مدارس أخرى .
يقول : ضاقت الدنيا في وجهي ؛ ومما زادنني حزناً أن هناك تسع عشرة طالبة ، سيكون مصيرهن مصير بنيتي .
في اليوم التالي ذهبت إلى مدير التربية ، وقصصت عليه القصص ، فكان رده الضربة القاضية، فقد أعاد السيناريو الأول ، لكنني لم استسلم، فقلت له يوجد بجوار المدرسة غرفة واسعة ونظيفة ، وليس بينها وبين المدرسة سوى خطوات، أنا على استعداد استأجرها على حسابي الخاص سنة ، سنتين ،ثلاث ، أهم شيء راحة الطالبات والتخفيف عليهن وعلى أسرهن ، فقال نرفع للوزارة وننتظر الرد .
بعد فترة زمنية ليست بالطويلة، جاءتني دعوة من مدير المدرسة عينها ؛ ليخبرني بموافقة الوزارة على استئجار الغرفة ، فكدت أطير من الفرح ، وذهبت في حيني لصاحب الغرفة ، وأعطيته أجار سنة مقدم ، وأخذت المفتاح ، وسلمته مدير المدرسة ، فَحُلَّتِ المشكلة ، ورُفِعَتِ المعاناة عن الطلابات ، وذويهم.
ارفع لك القبعة أبا حسام .. فأنت "حاتم الطائي٢ "