هي مجموعة من الأحاسيس، والمشاعر و الانفعالات ،التي تتطور فيما بعد إلى ردات فعل ، إيجابية ، وفي أحيان كثيرة سلبية ، في مواقف وظروف معينة .
سيف ذو حدين لامع وقاطع ، مصلح ، مفسد ، وجه مضيء ، وآخر معتم ، طرق معبدة ، وأخرى وعرة ، جسور مضاءة ، وأنفاق مظلمة .
أصلحت بيوتاً ، ودمرت بيوتاً ، جمعت أناساً ، شتتت أسراً ، وشردت أطفالاً .
إنها الغَيْرَةُ فهي من صفات الخالق ، فالله غيور أن تنتهك محارمه، ونبينا محمد- صلى الله عليه وسلم - غيور على محارم الله أن تنتهك ، وغيور على أهل بيته ، بل غيور على كل نساء أمته جمعاء ، والمؤمن المسلم غيور على أهل بيته ، وكل محارمه .
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغَيْرَةُ الله أن يأتيَ المؤمنُ ماحرم عليه )
و عن المغيرة -رضي الله عنه- قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (تعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ...)
ولكن إذا خرجت الغيرة عن مسارها الحقيقي ، وبالغنا فيها إلى حد تحويلها ملكية ، لا غيرة، وكرهاً ، لا حب هنا يدق ناقوس الخطر ونكون على شفا جرف هاوٍ ، يهوى بنا في مكان سحيق، ظلام دامس ، سيل جارف ، ونار حارقة ، فتتلوث العلاقات الاجتماعية وتشوه وتقطع صلة الأرحام وتباد .
فلنكن عقلاء ، ونجعل الأمور في نصابها الحقيقي، ولتكن غيرتنا في حدود الغيرة التي يرضاها الله ، ونقتدي بمحمد - صلى الله عليه وسلم - نعم المقتدى به - بأبي هو وأمي - لا الأهواء ، لا العادات ، لا الأعراف البالية ، هي التى توجهنا إلى غير وجهة ، فنظل الطريق ، هايمين على وجوههنا، خاسرين الدنيا والآخرة .
فدعوها دعوها إنها منتنة ..!!