مما لا شك فيه أن برنامج (( تحدي الهوامير )) ... هو وبحق مادة إعلامية وإعلانية تحمل الكثير والكثير من الفائدة للمجتمع ولكافة قطاعات الدولة الحكومية منها وغير الحكومية ... لا سيما وإنها إقترنت بعرض الفكرة وتنبي الفكرة وكذلك التطوير من حيث المعنى والمحتوى لتواكب النهوض من محدودية العمل التجاري إلى الشمولية المطلقة .
فهو وبحق ... نموذج رائع يحمل مفاهيم الاقتداء بأصحاب فكر مستنير يخدم في محتواه وما يقدمه الكثير والكثير من الركائز المجتمعية والتي نادت وتنادي بها أنظمة الدولة من حيث إشراك القطاع الخاص من خلال الخدمة المجتمعية ليقوم بواجباته حيال تنمية العمق الداخلي لكونه أحد روافد البناء لهذا الوطن ...
ولو عولنا كثيراً أو قليلاً على مثل هذه المبادرات لوجدنا أن ما حققه البرنامج (( تحدي الهوامير )) ... على الصعيد الإعلامي المحلي والاقليمي ولربما العالمي هو مجرد إبراز محدود نوعاً ما لمهارات الشباب والشابات من الرجال والنساء في المملكة العربية السعودية ... ممن اكتسبوا مهاراتهم وخبراتهم العلمية والعملية من خلال تجاربهم الخاصة .
ولأن طرحهم لأفكارهم ، يضل إنجازاً محدوداً وغير مقنع إذا ما قارناه بحجم وقيمة البرنامج ، والذي يشتمل على مجرد تبني الفكرة على الشاشة فقط ... من قبل التجار ( الهوامير )، بعد طرحها من قبل المشاركين والمشاركات في البرنامج ، وتنتهي بذلك القصة بعبارات مثل ألف مبروك بالتوفيق نسأل الله التوفيق ويصاحبها تصفيق ومن ثم مصافحة بين المشارك والتاجر الذي تبنى الفكرة ثم مغادرة المشارك قاعة العرض .
إن هذا المشهد لا يغنيني كمشاهد بسيط وكمواطن عادي ولا يشكل عندي مكسب حقيقي ملموس حتى وإن كان الظهور الإعلامي مميز ومميز للغاية ، وحتى إن كانت الأفكار والمقترحات والمشاريع المطروحة لم يسبق لها مثيل .
فالغاية عندي تكمن في حقيقة تحقيق الإستثمار الفعلي للأفكار المقبولة والناجحة و التي قدمها ويقدمها المشاركين في البرنامج ، ويكون ذلك كله بإظهار وإبراز الأفكار والمشاريع على أرض الواقع إعلامياً من خلال نفس البرنامج ، وهو الأمر الذي سوف يؤدي إلى تقديم نفس الخدمة الإعلانية المنطقية والمقبولة وبذلك تتحق المصداقية المطلقة للبرنامج على كافة الأصعدة المحلية والأقليمية والعالمية لتكون بعد ذلك قاعدة أساسية وذهبية يحتذى بها في عالم الإعلام والإعلان ومرجع مهم من مراجع الذاكرة الإعلامية .
إن وجود تحقيق كل ما نراه على أرض الواقع من أفكار أصف بعضها بالعبقرية والتي قدمها ويقدمها المشاركين والمشاركات من أبناء وبنات وطني المملكة العربية السعودية هو وبحق فخر وإعتزاز نباهي به الأمم ونتباهى به على الملأ ناهيك عن المكاسب الأخرى الاقتصادية وغير ذلك من المكاسب الحقيقية المجتمعية والإنسانية لأن ذلك كله يأتي ضمن آلية تنفيذ جزء من خطط الدولة الطموحة والتي تسعى إلى الإرتقاء بالدولة وأجهزتها على جميع الأصعدة إقليماً وعالمياً .
ولأن العالم كله أصبح قرية صغيرة كانت خطط البناء والنماء أسرع وفي تسارع مستمر والحمدلله وحتى في أحلك الظروف الإقتصادية العالمية تجد أن المملكة العربية السعودية من الدول التي تسبق في تنظيماتها وأنظمتها أي عثرة قد تقع فيها دول أخرى وتجد أن وتيرة ذلك البناء والنماء أثمر ويثمر فبعد أن كانت تعتمد المملكة العربية السعودية على الخطط الخمسية في السابق كانت السباقة دوماً في جعل التنمية أكثر نماء ورخاء للإنسان السعودي وإستمراراً لذلك كان التحول الإستراتيجي والمعلن من خلال رؤية المملكة العربية السعودية (( رؤية 2030 )) .
ولهذا ومن أجل ذلك كله علينا أن نأخذ القدوة من طموح الرؤية و أسأل الله أن يحمي وطني المملكة العربية السعودية قبلة الإسلام والمسلمين ومهبط الوحي إنه جواد كريم .