في رثاء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله وطيب ثراه - الذي وافاه الأجل المحتوم بتاريخ 1 أغسطس 2005 م
يا الله يا مجري تصاريف الأحكام
يا مسيّر ٍ من رحمتك شرّد الغيم
يا مدبّر ٍ بأحكام دورات الأيام
يا رب يا منجي خليلك إبراهيم
يا مستجيب لداعي ٍ بالدجى هام
يسجد خضوع ويلتجي لك بتعظيم
يا ملهم ٍ روح الدعاء كل منضام
بأسماك يا قيوم ندعو بتسليم
يا رب لطفك بالفهد ريف الأيتام
وأجزل ثواب ٍ مرتجى بالخواتيم
يا حي من حسناك وآيات الإكرام
عم الفهد من نون عين ٍ وياء ميم
عم الفهد في روح ريحان الأنسام
وأحسن نزل فرّاج كرب المغاريم
فهد العرب غيث الشعب درع الإسلام
اللي جلى بأمر الولي ظلمة الضيم
أعاد نور الحق من كهف ظلّام
بعد الضياع وسبعة شهور تعتيم
سجّل مواقف خالدة رغم الأعوام
على الشموخ وقو عزم ٍ وتصميم
باني صروح المجد عام ٍ بثر عام
وأرسى الثوابت في ثلاثة مراسيم
حقق تطور فوق توصيف الأقلام
وفرّج عناء وشدات ناس ٍ مظاليم
معتق رقاب تنتظر سيف الإعدام
وآيات غيثه للفقارا مراديم
جسّد منار النور بإحساس وإلهام
وخصّ الحرم بالتوسعة والتصاميم
شاد الصروح وفي مماشيه جزّام
على البناء وتحقيق نهضة وتعليم
شادت بعهده كل هيئات الإعلام
رمز التواضع والذكاء والمفاهيم
على الفضيلة دايم الدوم مقدام
حيث المرامي والهدف للمقاديم
بالمملكة يحرص على وصل الأرحام
وهطّال كفه بالندى يشبه الديم
رمز الفصاحة والنصاحة والإفهام
ومن التقى ما حط الألقاب تفخيم
نور التواضع صار له درع ووسام
واختار خادم للحرمين تعظيم
عدّ الملوك لدين الإسلام خدّام
وأضحى مسار ٍ واضح ٍ بالتعاميم
ما غرته دنيا الورى بزود الأنعام
غيث المواطن بالملمات ومقيم
على رحيله كل الإسلام سجّام
ومن الفجيعة كل شعبه مهاضيم
بين الدول يزداد تنكيس الأعلام
على منار أفكار رؤوس الشغاميم
مالك زمام العين والدال واللام
ومن الورع يزداد عزة وتكريم
لا شك لو غاب الفهد فيه حكّام
وعسى المسيرة بينهم دايم مديم
نجم ٍ يغيب وذاك لأجل الوطن قام
يكمل مسير النور وفق التعاليم
حسب المسار ومنهج ٍ واضح ٍ تام
منهج نبي ٍ حطّم الشرك تحطيم
دك بقوى الإيمان ديجور الأصنام
وأوجد لنا منهاج دولة وتنظيم
تمت وصلوا عدّ ما طاير ٍ حام
على النبي بأزكى صلاة ٍ وتسليم