خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم ، وفضله الله على سائر خلقه ، وسخر له كل ما في الكون ، وكرم الله بني آدم ؛ فجعل الملائكة تسجد له ، ومنحه العقل المفكر والمدبر ، صغير في حجمه كبير في فعله وإنجازاته ، يبني قارات ودول ، ويهدم جزراً ودول
يقول مصطفى السباعي :
عقل الفيلسوف يبني دولة في الهواء ، و عقل القصصي يبني دولة فوق الماء ، و عقل الطاغية يبني دولة فـوق مستودع بارود ، و عقل المؤمن يبني دولة أصـلها ثابت و فرعها في السماء .
فالإنسان لديه قدرات هائلة ، لكن ليس كل أحد يقدِّر تلك القدرات، بل في الغالب تُهْمَل تلك القدرات ، ولا يحسن استخدامها وتوظيفها .
فالعقل البشري يزن نحو 1400 جرام ، ورغم صغره يحوي 150 مليار خلية
عصبية ، و له القدرة على تخزين 2 مليون معلومة في الثانية
من خلال العقل اللاواعي
اما العقل الواعي فيستطيع الانتباه ل9 معلومات فقط لكل مرة .
يذكر الدكتور إبراهيم الفقي - رحمه الله-
في كتابه (أيقظ قدراتك) قصة عجيبة يقول: في عام 1948م ذهب مجموعة من العلماء الجيولوجيين إلى افريقيا بحثاً عن الألماس والأحجار النادرة.. وكان من بينهم عالم ياباني يدعى (يوكي.. أمضى اسابيع من العمل والبحث ولم يجد شيئاً وقرر العودة إلى بلاده وفي طريقه إلى الفندق لينهي اقامته قابله طفل وفي يده حجر كبير ذو شكل غريب فطلب الطفل من (يوكي) أن يأخذ الحجر مقابل أن يعطيه بعض الحلوى فأعطاه (يوكي) الحلوى وأخذ الحجر وبعد أن فحصه اكتشف أنه الماسة تزيد قيمتها عن عشرة ملايين دولار!!
وبعدها كتب (يوكي) أن ذلك الطفل كان يمتلك ثروة كبيرة، ولكنه لم يكن يعرف قيمتها فباعها رخيصة ولو كان يعرف حقيقة قيمتها لما باعها بهذا الثمن البخس ، فلو علم لكانت سبباً في نجاته هو وعائلته بل والحي بأكمله من الفقر والجوع.
أي أن كثيراً من الناس لا يعرف حقيقة قدراته اللا محدودة التي وهبها الله عز وجل له فيضيع وقته بل وحياته ونفسه رخيصة تماماً مثل ذلك الطفل الذي لم يعرف حقيقة ما كان بين يديه.
وقبل أكثر من 2000 عام اجتمع مجموعة من الكهنة في إحدي القبائل الصينية وقرروا بناء تمثال ضخم، ليجعلوه معلماً من معالم القرية العظيمة وليصبح من أهم الآثار الصينية التي يتحدث عنها التاريخ، واهتموا كثيراً أن يكون التمثال مميزاً وذو رونق وبريق خاص يليق بحضارتهم الممتدة في عبق الزمن الغابر، وقد قرر الكهنة أن يقوموا بصنع هذا التمثال من الذهب، فقاموا بجمع كميات رهيبة من الذهب الخاص وبعد عمل وجهد كبير جداً ومضن استنزف كل جهدهم ووقتهم، خرج التمثال الاجوف إلى الوجود كفته نادرة جداً ليس لها مثيل في الجودة والدقة في تلك الحقبة من التاريخ، نصبوا التمثال في ساحة القرية وتوافد جميع أهل القرية من كل مكان لزيارة التمثال بسرور وفرحة شديدة لهذا الإنجاز العظيم .
بعد مرور العديد من السنوات سمع الكهنة عن وجود قبيلة صينية همجية تدعي ” البرمود ” وكانت هذة القبيلة مشهورة بجنودها الشرسين الذي يقاتلون بقوة وشراسة وبأس شديد، وكانوا يهاجمون القبائل من حولهم ويفتكون بأهلها ويدمرونها ويسرقون وينهبون كنوزهم وأموالهم ويتركوها تراب ورماد، أول ما فكر به الكهنة عندما سمعوا هذه الأخبار هي التمثال الذهبي الضخم، وأخذوا يفكرون في كيفية حمايته، فقال أحدهم أنه يمكن تغطيه بطبقة سميكة من الطين حتى لا يتم اكتشاف أمره، وعندما يأتي البرمود لسرقة القرية لم يهتموا أبداً لتمثال الطين .
وبالفعل بعد مدة قصيرة هاجم البرمود هذه القرية واخذوا ينشرون القتل والفساد والدمار فيها، يقتلون الأطفال والنساء والرجال كباراً وصغاراً ويسرقون كل ما يعترض طريقهم من كنوز وغنائم حتى وصلوا إلى التمثال، استحقروه كثيراً واستهزءوا من أهل القرية الذين صنعوا تمثال من الطين واحتفظوا به ومضوا دون أن يعيروه أي اهتمام .. طاب مناخ القرية المعتدل للبرمود فضربوا طوفاً حولها وعاشوا فيها سنوات عديدة دون أن يعرف أحد منهم سر التمثال .
مرت مئات السنين وماتت أجيال وولدت أجيال أخرى، والتمثال يقف صامداً مكانه ومنذ 150 سنة فقط أرادت السلطات في الصين أن تقوم بنقل هذا التمثال المصنوع من الطين إلى قلب العاصمة الصينية وذلك باعتباره معلماً تاريخياً شاهداً على حضارتهم العريقة، وعندما أحضروا المعدات اللازمة لنقله وبسبب الأمطار والعواصف، حدث شق في التمثال خلال تحركة فأشار أحدهم لتوقيف العمل حتى تهدأ العواصف والأمطار ،
وعندما هدأت العواصف وحل الليل دفع الفضول هذا الشخص ليقوم بتفقد التمثال، فخرج علي ضوء كشافه الصغير وعندما سلط الضوء نحو الشق الذي أصاب التمثال، لاحظ أن هناك ضوءاً ينعكس من داخله، تعجب كثيراً من ذلك ؛ لأن الطين لا يعكس الضوء، فشك في حقيقة التمثال، واستنتج وجود معدن ما تحت الطين يعكس الضوء .. وفي صباح اليوم التالي استدعى هذا الرجل مجموعة من الكهنة لمساعدته في اكتشاف التمثال، فنخروا الشق بالمعول وكم كانت دهشتهم عندما اكتشفوا حقيقة التمثال المصنوع من الذهب الخاص، وعرفوا أن قيمته تفوق الخيال، فأسرعوا لإخبار السلطات التي قامت على الفور بنقل التمثال إلى المكان المقرر وكتبوا على قاعدته الحكمة الصينية الشهيرة ” تحت الطين يوجد (ذهب ) "