ومن غصصِ الدنيا تُعين ولا ترى
معيناً وكم عانيتُ وحدي زمانيا
سكبتُ الرؤى دمعاً فكانت قصائداً
وخضت المنايا حين كانت أمانيا
(كفى بك داء )أن ترى الناس كلها
حبيباً خؤوناً أو صديقاً مرائيا
أمَا والذي شقّ الليالي بصبحها
سأبقى على دربِ المروءات ماضيا
عزيز على نفسي ترى من أعزه
حزيناً على باب التناهيد ثاويا
أَبِلْحُزْنِ يلقاني على غير موعدٍ
وألقاه نشوانا من الهم خاليا ؟
إذا الكفُّ لم تغدق لشخص فلا تسلْ
عن الحالِ أو تُبدي عليه التعاليا
فما عز (قارونٌ) بإكثارِ ماله
ولا ذلَّ (ربْعِيُّ )الذي سار حافيا
إذا خاب في الناس الرجاءُ بموقفٍ
فَدَعْهُم وكنْ في مالكِ النَّاسِ راجيا
فإنْ قَلّ مالي لم أُضِعْهُ على الهوى
ولكنني بالجودِ أشري المعاليا
رفعتُ لواءَ القومِ قومي ودونهم
لقيتُ الردى وجهاً لوجهٍ مناديا
لهمْ كنتُ عطراً فاح في كل محفلٍ
ورمحاً ردينياً وسيفاً يمانيا