يقول الكاتب محمد الرطيان في كتابه "وصايا": إذا استهوتك كرة القدم فعليك بتشجيع الفرق الإيطالية والإسبانية... الطليان يلعبون وكأنهم يدافعون عن أولادهم، والأسبان يلعبون وكأنهم يراقصون حبيباتهم، شجع ريال مدريد فهو نادٍ عظيم.
هذا العام دوري أبطال أوروبا بغياب الطليان والأسبان ذلك الحدث الذي لم نشاهده منذُ ثلاثون عام، آخر مرة جاءت في موسم 1990-1991 وهو بالمسمى القديم للبطولة، وكان نصف النهائي وقتها يضم فريق النجم الأحمر الصربي وبايرن ميونيخ، ومارسيليا وسبارتاك موسكو، حيث واجه بايرن ميونيخ فريق النجم الأحمر ليخسر ذهاباً 2-1 ويتعادل إياباً 2-2 ليتأهل البطل الصربي ويضرب موعداً في النهائي مع مارسيليا ليحمل الكأس فريق النجم الأحمر عن طريق ضربات الترجيح بنتيجة 5-3، وبعد ثلاثون عاماً من التربع على عرش الأبطال، نشاهد اليوم الأبطال بغياب الأسبان والطليان، هكذا حال الساحرة المستديرة، ليس لها وجه ثابت، لا تحب إلا من يشوتها بقوة، لا تعشق إلا من يركلها أكثر، تحب مداعبة الأقدام، ليس لها سيد، ولو كان لها ذلك لكان النادي الملكي الأسباني ريال مدريد الذي استعمر هذه البطولة بـ13 كأس، لكن استمرار السيطرة من المُحال في عالم المستديرة، لكن ما يفضل الأسبان والطليان عن غيرهم هو العزف بأقدامهم داخل المستطيل الأخضر.
لكن هذا لا يعني إننا غير مستمتعون بمشاهدت المكاين الألمانية، والديوك الفرنسية أبطال العالم في عام2018، وهم يستحقون من جميع عشاق المستديرة أن نرفع لهم القبعة لما قدموه في هذه البطولة من أداء رجولي وتنظيم رائع داخل المستطيل الأخضر، حيث تأهل فريق لايبزيغ إلى نصف النهائي بفوزه على فريق إتلتيكو مدريد 1-2، ليضرب موعداً مع فريق باريس سان جيرمان الفائز على فريق إتلانتا 1-2 في مباراة مجنونة حيث استمر تقدم فريق إتلانتا إلى الدقيقة 89 ليعود باريس سان جيرمان ليقلب النتيجة 1-2 لصالحه ويتأهل إلى نصف النهائي، وحيث مزق فريق البافاري شباك مرمى فريق برشلونة 2-8 في مباراة العار كما وصفها لاعب برشلونة بيكيه، ليضرب موعداً مع فريق ليون الفائز على مان سيتي 1-3، ويبدو إن ملامح البطل قد ظهرت في الفريق الأكثر تنظيماً في البطولة وهو بايرن ميونيخ.