في زمننا كثرت وسائل التواصل الإجتماعي، وكثرت فرص الإستفادة منها بشكل كبير وفعّال، وبكل أسف وحزن شديد نجد البعض من الناس يعانون غياب وعيهم عن المحافظة على القيم والمبادئ والمفاهيم التي تشكل جوهر سعادتهم بمقدار تطبيق ضوابط التعامل مع الناس لكسب الأجر العظيم في الآخرة.
وبدأ البعض في صفات وعادات سيئة للغاية وأخلاق ذميمة وعمل لئيم وجريمة أخلاقية منكرة، لا يقوم بها إلا ضعفاء النفوس ، ولاتنتشر إلا حين يغيب الوازع الديني، ويحل سوء الخلق وهو الإعتداء على أعراض الناس.
والتي تعتبر كبيرة من كبائر الذنوب والمعاصي والخطايا الآثمة قال الله تعالى تعالى (يَآيها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (الحجرات (12)
والغيبة كما بينها رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله (أتدرون ما الغِيبة؟)، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (ذكرك أخاك بما يكره)، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهَتَّه) رواه مسلم
وهي حرام لقوله صلى الله عليه وسلم( كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ
وبكل أسف وحزن وألم انتشرت واعتبروها فاكهة التواصل الاجتماعي، فإنك لا تكاد تفتح وسائل التواصل الاجتماعي وتقرأ وتشاهد هذا الوباء الخطير ينتشر لعدم إدراك خطورته في الدنيا والآخرة، وتهاون البعض تهاونًا عظيمًا، والأحاديث النبوية تدل على ذلك.
والغيبة تجارة خاسرة للمغتاب والمستمع ، حيث يخسر كثيرًا من حسناته ويكسب كثيرًا من الذنوب والسيئات .
وهي أن تذكر أخاك بما يكره لو َبلغه ذلك ، سواء ذكرته بنقص في دينه ووطنه وأهله ونفسه ، ونحو ذلك.
وتتنوع أوصاف الغيبة في القول والإشارة والإيماء والغمز واللمز والكتابة والحركة وكل ما يفهم المقصود فهو داخل الغيبة.
القراء الكرام: لابد من طهارة اللسان والقلم من الغيبة ولانسمح لأي شخص أن يغتاب أحدًا عندنا أو يرسل لنا في وسائل التواصل الاجتماعي، فلندافع عن أعراض الناس لكي ننال الأجرًا العظيم
في الآخرة.
ويجب علينا بذل كل ما نستطيع من جهد وتعاون وإخلاص لمجاهدة النفس والبعد عن الغيبة وتجنبها ،ونصح الآخرين للاحتراز منها حتى نسلم من أعظم عذاب وأشد نكال للرقي بشخصية واهتمامات المغتاب.
ونحاول قدر الإمكان دائمًا العفو والصفح والتسامح لكل من اغتابنا وذكرنا فيما نكره ،فإن في ذلك أجر عظيم في الآخرة قال الله تعالى( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) سوره الشورى (40)
ونشجع الجميع على الرقي الفكري والثقافي، والشعور بعظم تصرفاتنا وأقوالنا وأفعالنا وحث أُسَرنا وكل المقربين منا على عدم الخوض في أعراض المسلمين والمسلمات.
ونقول في هذه اللحظة، حتى لايثقل على نفوسنا.
اللهم إننا عفونا وسامحنا كل من ظلمنا، أو اغتابنا لعل الله تعالى أن يعفو عنا وكل المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.