يعد البيت مدرسة الطفل الأولى التي يجب أن يقوم بدوره بأمانة وإخلاص، وحرص على إعداد أجيال المستقبل المشرق، حتى لا نجد في بيوتنا ومدارسنا متناقضات ومنغصات لاتناسب أوضاع المجتمع السعودي الكريم، لأنَّ من سنن_ الله تعالى _في الخلق أن تكون معاناة الأسرة، أو اصابتها تكون من إهمال الأبوين والأقارب وعدم الحرص على تربية الطفل بشكل متميز، حيث يمرّ الطفل بعدّة مراحل منذ ولادته، ويستطيع التعايش مع البيئات السليمة المحيطة به، وينمو بشكل سليم، حيث تعزز بيئته الأسرية نموه وتدعمه، وخصوصاً الأبوين، وسوف نتعرف على بعض مميزات بيئة داعمة لنمو الطفل تلبي جميع احتياجاته، وتتواصل معه بطرق متميزة، وتدعم حرية التعبير عما يدور في داخله، وتنمي نقاط القوة، وتعالج نقاط الضعف بأساليب متقدمة، وبتعاون جميع أفراد الأسرة، وتراعي الاختلافات الفردية لديهم.
والبيئة الأسرية الصحيحة تتصف بعلاقة إيجابية مع الطفل، وتؤمن الأمن والأمان والاستقرار له، ومحفزة للتعلم والتعليم.
ويوجد بعض الأمور لتحفيز نمو الطفل، ومنها مايلي: توفير الاحتياجات النفسية:(عطف، حب، حنان، تعاون، تفاهم، تعزيز وتقدير الذات، منحه شعور بالأمان، وتعزيز ثقته بنفسه)، كما ينبغي على الأبوين مراعاة إمكانياته وقدراته، وعدم تجاهل الفروقات الفردية بينهم.
توفير الألعاب التي تمنحه القدرة على التجريب والاكتشاف، وتنمية المهارات، مثل: مهارات التفكير الإبداعي، إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه، ومنحه فرصة اختيار ألوان الملابس وتصميمها عند التسوق.
منحه الفرصة لاختيار مكان النزهة ،واستغلال المواقف اليومية؛ لتنمية قدراته على الاستكشاف والملاحظة، وتركه للتعبير عن مدى فهمه للموضوع، ومنحه مساحات واسعة ومتنوعة كافية للحوار والمناقشة والاستماع له ومعرفة ما يدور في عقله وخياله.
وضع مكتبة صغيرة خاصة له في غرفته، ونضع فيها القصص لتنمية حب القراءة والكتابة والاطلاع ، واعداد طفلٍ موهوب وتنمية مواهبه، فكلما كان الوالدان ناضجين كانا أوعى لاهتمامات الطفل( المستوى التعليمي والمهني للأبوين، علاقات الأسرة الجيدة،أساليب التربية المتبعة في الأسرة، القيم والمبادئ الأسرية).
فالبيئة الأسرية والتربوية الصحيحة تهيئ مناخًا تعليميًا ونفسيًا للأطفال، يتصف بالاحترام المتبادل بين الآباء وبين المقربين والأطفال أنفسهم، فالبيئة المحيطة بهم تعتبر بمثابة ظروف ومواقف وأنشطة فكرية وثقافية ورياضية وفنية واجتماعية يتعرض لها الطفل في حياته اليومية، و تعمل على تنشيط وتعزيز قدراته الذهنية، وتسهل الإنتاج الابتكاري لديهم، والتغلب على صعوبات ومعوقات التعلم والتعليم والتدريب لديهم في مرحلة مبكرة من العمر، ويستفيد منها مدى حياته.
ونلاحظ بأن البيئة الأسرية هي مجال مادي واجتماعي يعيش فيه أفراد الأسرة الواحدة، ويرتبط بعدة أمور وأفكار تجعل منه بيئة صالحة لنمو الأسرة، كوحدة متكاملة تهدف إلى تطوير وتدريب نفسها لخدمة دينها ووطنها بشكل كبير وفعال.
إنَّ البيئة الأسرية التي يشعر فيها الطفل بأنه مرفوض وغير مقبول من الآخرين تؤدي إلى خلق شخصية عدائية ضد أخوانه وأخواته، والمجتمع فيما بعد، ولذلك فإنَّ البيئة الأسرية السوية تؤثر مباشرة في الأبعاد المزاجية لدى الأطفال تسودها المودة والمحبة والوئام والتعاون، وإبراز مشاركتهم ومساعدتهم على تحقيق تعلم وتعليم أفضل يساعد على تنمية شخصيتهم، وتعديل سلوكهم للأفضل، ومساعدة الأسرة لأطفالهم على اكتساب الثقة بأنفسهم، وتجنب مواقف الإحباط والمبالغة؛ كما يجب أن يتقبل الوالدان الأفكار الجديدة للأطفال ويوفروا الإمكانات والخامات اللازمة لإشباع حاجات الطفل النفسية التي تساعده على التميز والإبداع والنجاح والتغلب على الأزمات ، وتوفر الأمن النفسي ، وتهيئ الوعي الحسي، ويساعد الأبوين على تحمل المسؤولية وتشجيع المشاركة والتعاون لخلق بيئة أسرية سعيدة.