تولي قيادتنا الرشيدة اهتماما كبيرا لدور المعلم حرصاً منها على رعاية جيل واعٍ ومتعلّم، له قدرة الابتكار والمساهمة في تطوير المجتمع ونهضته لذلك تسعى باستمرار إلى إطلاق المبادرات التحفيزية في شتى المحافل ومنها تلك التي تسلّط الضوء على دور المعلم وما يحمل من رسالة نبيلة وأمانة عظيمة في مهنته وخير مثال " محمد حمد دغريري" ابن محافظة هروب (التابعة لمنطقة جازان) التي تقع في جبل وعر وتبعد عن المدينة خمسة وعشرين كيلومتراً ، وهذا المعلم لم يتواجد اسمه على كراسي الوزارة أو يحضر اجتماعات على أسقف الفنادق أو تلامس قدماه بلاط الأرضيات الرخامية والمؤتمرات العالمية ولم يعكف يده عاجز عن ايجاد حلول لأزمة طلاب أهل قريته، وعلى متن سيارته القديمة صعد جبال جازان متحملا وعورة الطرق للوصول إلى منازل طلابه بهدف تدريبهم على طريقة التعامل مع "منصة مدرستي" بل تعاون هو والمدرسة لشراء أجهزة محمولة على حساب المعلمين للطلاب الغير قادرين و شحن إنترنت في الباقة التعليمية وبذلك حقق أعلى معايير الجودة.
لو كل مسؤول في إدارة تعليم حذى حذو مبادرة " دغريري" عوضا عن الظهور يوميا على القنوات وغيرها لسرد انجازات «منصة مدرستي » التي تم تطبيقها ومدى نجاحها الذي تجاوز 90% في المدارس رغم أن ما وردنا أنها مازالت تعاني من مشاكل تقنية منذ أسبوعها الأول و الثاني .
وما أريد أن أؤكده أن التعليم حق لجميع أفراد المجتمع مهما كان موقعهم الجغرافي والحكومة أولت القطاع التعليمي أهميّة كبرى وخصصت له مبالغ ضخمة من ميزانيتها السنويّة وتبقى على وزارة التعليم العمل الجاد على دراسة لأوضاع "التعليم عن بعد " لأهل القرى للنهوض بها والارتقاء بمستوى جودتها لتنتج أجيالاً مؤهلين لبناء وطنهم وتطويره.