المسؤولية أمر صحي ، وصفة محمودة، توزيع أدوار ، وتخفيف أعباء ، يجب أن تكون واحدة من أهم الصفات التي يتحلى بها أفراد المجتمع بمختلف مستوياته ، وسائر شرائحه .
لكن الملاحظ في عصرنا الحالي تغافل الشباب لهذه الصفة ، وتبنيهم وانتماؤهم للاعتمادية ، فهي بالنسبة لهم أقصر الطرق وأسهلها ؛ لتحقيق رغباتهم ، وممارسة هواياتهم اللامسؤولة ، سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً ، وَهْمٌ في وَهْمٍ ، وبناءُ أحلامٍ في الهواء الطلق .
تجرد شباب اليوم من المسؤولية ، وحولوها إلى تسول غريب ، هذا التسول لم يكن على أبواب المساجد ، أو على جنبات الطرقات ، أو في زوايا الأسواق والمولات ، أو أمام الإشارات المرورية ، أوحتى على بوابات المستشفيات ،
إنه تسول من نوع آخر ، عابر البحار والمحيطات ، فوصل بسرعة تفوق سرعة الضوء كل الجزر و القارات، عبر وسائل وطرق تناسب التقنيات الحديثة ، وسائل هؤلاء الشباب المتسولين تعددت وتنوعت ، شِبَاكُ صَيْدٍ تُرْسَلُ عَبْرَ توتير أو الفيس بوك ، أو التليجرام ، أو السناب .... وغير ذلك من وسائل التواصل الجماعي والاجتماعي، نزع الحياء من وجوههم ، وفسدت الأخلاق ، وبيعت الكرامة ، في سوق سوداء .
هؤلاء الشباب يشحذون ما يسمونه باللايك ، أو الإعجاب ، يشحذون الشهرة المزيفة ، ويطمعون في الثراء السريع ، أملهم أمل إبليس الملعون في ولوج الجنة ، هيهات هيهات لما يصبون إليه ، تلاشى في أدراج الرياح، كسحابة صيف ، أو برق في سماء لاح.
دورنا نحن الأفراد، و الجماعات والمجتمعات، والمؤسسات ، ودور العلم والجامعات ،أن نأخذ بيد هؤلاء الشباب ونوعيهم بخطورة ما يقومون به ، وأنهم على شفا جرف هار ، فعليهم أن يجعلوا المسؤولية الفردية ، والمسؤولية الاجتماعية شعارهم في الحياة ؛ ليرتقوا بأخلاقهم ويأخذوا لهم مكاناً في القمة ، ففي القاع زحمام شديد ، وويل وصراع أليم ،نار محرقة ، تلفح الوجوه، وتحرق الأجسام .
فهل وصلت الرسالة يابطلاً ياهمام؟!!