بَسمَلَةُ التِّسعِين
كَنَخْلَةٍ فِي حَنَايَاهَا المَدَى نَبَتَا
والفَارِسُ الشَّهْمُ فِي آفَاقِهَا رَبَتَا
جُذُورُهَا الحَقُّ والتَّوحِيدُ مَنْهَجُهَا
بِتُربَةِ الدِّينِ تَثْبِيتَاً وَقَد ثَبَتَا
عِنَايَةُ اللهِ وَالإيمَانُ يَحرُسُهَا
ذِكرُ البِدَايَاتِ إِذْ يَتْلُونَ بَسْمَلَةَ
تَفَتَّقَ الخَيرُ والأَكْمَامُ عَامِرَةٌ
تَمْرَاً جَنِيَّاً عَلَى أعذَاقِهَا انْفَلَتَا
بَيْنَ المَسَافَةِ إِذْ يَرعَاكِ نَاظِرُهُ
وَالخَيْلُ تَشْهَدُ إقْدَامَاً وحَمحَمَةَ
أَنْتِ البِلَادُ الَّتِي تَأْوِينَ قِبْلَتَنَا
أنْتِ الدُّعَاءُ إِذَا مَا الخَلقُ قَد قَنَتَا
خُطَىً تُسَابِقُ أُخْرَى وَالمَسِيرُ نَدَىً
مَنْ يَزْرَعِ الحُبَّ يَحصُد مِثْلَهُ صِلَةَ
وَهَلْ تَمَسَّكَ إِلَّا بِالهُدَى رَجُلٌ
فِي كَفِّهِ الأَمْنُ مَا أَصْغَى وَمَا التَفَتَا
دَرْبٌ تَنَافَسَ فِيهِ العَابِرُونَ فَمَا
سَادَ الظَّلَومُ وَلَا حَادَ الَّذِي صَمَتَا
أَهْوَاكَ يَاوَطَناً سَلَّمْتُهُ مُهَجِي
نَاغَيْتُهُ حَدَثَاً عَاصَرْتُهُ أَبَتَا
مَا زَالَ حُبُّكَ مَحفُوراً بِذَاكِرَتِي
وَبِالشَّرَاييْنِ صَيْفَاً قَد جَرَى وَشِتَا
وَهَاهُوَ الآنَ تَارِيخَاً وَحَاضِرَةً
يَبْنِي عَلَى المَجْدِ أَمْجَادَاً لَهَا نَحَتَا
عَشِقْتُكَ الدَّهْرَ مِنْ أَمْسٍ إِلَى غَدِنَا
عَشِقْتُكَ القَلبَ وَالأَنْفَاسَ وَالرِّئَةَ
تِسْعُونَ عَامَاً لَنَا القَادَاتُ قَد كَتَبُوا
سِفْرَاً مِنَ النُّورِ حَتَّى قَارَبَ المِئَةَ
عَبدُ العَزِيزِ الَّذِي طَافَتْ رَكَائِبُهُ
رَمْلَ الجَزِيرَةِ حَتَّى وَحَّدَ الجِهَةَ
وَاليَومَ يَرسُمُ سَلمَانُ الحِمَى صُوَراً
مِنَ الشَّجَاعَةِ حَزْمٌ أَخْرَسَ الفِئَةَ
وَلِلْمَهَابَةِ جَدٌّ مِنْهُ قَد نَسَخَتْ
وَلِيَّ عِهْدٍ شَبِيْهَاً أَتَقَنَ الصِّفَةَ
نَفْدِيكَ يَا زِيْنَةَ الأَوْطَانِ قَاطِبَةً
نَفْدِيْكَ طِفْلَاً وَشِيْبَاناً كَذَا امْرَأةَ
تَرعَاكَ بِالكَعبَةِ الغَرَّاءِ أَفْئِدَةٌ
وَبِالمَدِيْنَةِ مَهْوَىً لِلنَّبِيِّ أَتَى
فَاهْنَأْ بِعِيدِكَ مَزْهُوَّاً وَمُفْتَخِرَاً
وانْظُرْ بِعَينَيكَ يَكْفِي الطَّرفَ مَا رأَتَا