إن للتاريخ لسان صدق ومنطق حذق وكلمة حق ، فـ بالرغم من أن عيناي لم تكتحل بمرأى الشيخ الصميدعي والتربوي اللوذعي سعادة الأستاذ
الحكيم والمؤرخ الفهيم(عايل الأمير) إلا أنني أحمل له بين جواحي حبا منقطع النظير، وله في تجاويف عقلي مشكاة تنير كما وأن له في خلجات نفسي جدول نهر تراثي نمير.
إذ عرفته من خلال دأبه العلمي ونشاطه التراثي العصامي، والذي
جمعه في كتابه النادر والباهر والفاخر عن منازل السنة وفصولها وأنوائها ومطالعها وعن مواسم الزراعة وأنواعها بالإضافة إلى ما تتفرد به
منطقة جازان من نباتات وأشجار وما يتضوع في جنباتها من عطريات وأزهار في كتابه الفلكي الشهير : اختفاء الثريا وظهورها في تحديد مواقيت دخول فصول السنة ومواسم الزراعة في منطقة جازان ،لقد شق لنا مؤلفنا العملاق عايل الأمير(بمحراث قلمه الأثير) تاريخ الزراعة في منطقة جازان من أقصاها إلى أقصاها فأخرج لنا خباياها وأبان لنا جمالياتها..كما وأضاء لنا سهولها وجبالها ورباها ووديانها(بأنجم الصيف المبهرات وأقمار الشتاء اللامعات وكواكب الخريف الساطعات وبدور الربيع الفاتنات) ..ليس هذا فحسب ، بل لقد شدني كثيرا إذ رأيت سمو أمير منطقة جازان المحفز الأمير محمد بن ناصر وهو يجله ويثني عليه وكتابه القيم والمتفرد يزدان تألقا بين يدي سموه الكريم.
ولقد تجاوز صيت مؤلفنا العملاق الأستاذ عايل الأمير نطاق المحلية إلى آفاق العالمية وبكل أهلية وجدارة ولذا فإنه من الأحرى بل من الأجدى أن تم استقطاب واستضافة هذه الخبرة الفلكية العلمية المتفردة في سائر الحواضن الثقافية والأدبية والفكرية في منطقة جازان ومن تلك الحواضن وعلى سبيل المثال:
* جمعية الثقافة والفنون.
* النادي الأدبي.
* لجان التنمية المحلية.
* الحراكات الموسمية.
* الفعاليات الزراعية.
بحيث تنظم فعاليات لمؤلفنا الكبير
وشيخنا المعطاء القدير (عايل الأمير)
لننهل من معين علمه وكيما نجني الدر من قعر بحره ، وكذلك أن نحتفي بنتاجه العلمي الثر
والذي يعد مفخرة يتعين استدامة الإشادة بها وتوقيرها.
حقا وصدقا إنه بالمؤرخ (عايل الأمير)
وبأمثاله من النوابغ.. تزهر الأفكار.. وتزدهر المنابر.. وتشمخر المآثر .