يعيش في بلادنا أكثر من 12 مليون وافد، يجدون كل تقدير واحترام ويحققون لأنفسهم وأسرهم وأوطانهم مداخيل جيدة، ويعيشون في أمن وآمان ولله الحمد؛ ويتسابق الكثيرون من مختلف دول العالم للحصول على فيزة عمل والاستقرار في المملكة، وهذا دلالة على نبل هذا الوطن وأهله.
وقبل أعوام مررت بتجربة أنقلها لكم لمزيد من تعزيز الروابط مع المقيمين، وهي قصة "أبو صبحي" السباك الذي كان من خيرة الذين تعاملت معهم لإصلاح ما أحتاجه في منزلي من سباكة، فهو يؤدي عمله بكل أمانة وإتقان وبأسعار مناسبة، وزاد على ذلك أنه طوال هذه السنوات يغلب عليه الأدب وحسن التعامل.. فقلت لعلي أتعرف على جانبه الشخصي الآخر بدلاً من الكلمات المختصرة التي نقولها للعمالة فقط مُفاصلة في الأسعار، ورسمية في التعامل. فسألته عن أسرته وظروفه فأخبرني أنه يعمل في المملكة منذ عشرين سنة، وأن حسن سلوكه جعل كفيله يشفع له لإحضار زوجته وأولاده، وأن حياته تنصب على الإخلاص في عمله، وأن له خمسة من الأولاد درسوا وتعلموا في المملكة، وأن زبائنه يزدادون ودخله طيب ولله الحمد.
قلت له إنك قليل الكلام وأسعارك معقولة رغم جودة عملك، فقال هذا ما تعلمته من والدي ووالدتي، وأن الإنسان يكسب رزقه بجهده ورضا الله عليه.
فقررت أن أشترك مع "أبو صبحي" وأتبادل السعادة معه، حيث أعددت وجبة من أكلات محلية، وقلت بأنني سأبعث السائق بغداء لك ولعائلتك في يوم حددته معه.. وبعدها جاءني الرجل يبدي سروره وأسرته بهذا الإهداء الجميل وأثره الكبير عليهم واشتراكهم مع أحد المواطنين بتواصل كهذا.. وقلت لعلي أنقل الفكرة للقراء الكرام في أن نتلمس من حولنا من وافدين أعزاء يشاركوننا العمل والحضور الواحد، وتجمعنا الإنسانية ونحسن إليهم ونعد وجبة لأسرهم لنرى كيف سيكون لها أبلغ الأثر من خلال وجبة لوافد.
وحقيقة الأمر نحن بحاجة لبرنامج متكامل لتعريف الوافدين بِنَا، وتجسير العلاقة معهم ليكونوا رسلاً لنا بعد عودتهم لبلدانهم.