مـهــدُ الـغـرام ومـرتعُ الأحـبـاب
ولواعـجي حـنَّتْ إلى الأبواب
هل هذه الأبوابُ قـمـتُ بقـرعها
فتوصدتْ بالصدِّ دُونَ جوابي؟
كلَّت يداي وليس لي إلا الصدى
مترنمًا بالرجْعِ يـعـزفُ ما بي
ما خِلْتُ أنَّ متاهتي ستَظِلُ بي
حـتى رأيـتُ تشـقُّقَ الأعـقــابِ
ناديتُها فاستعذبتْ حزني الذي
يطـوي الـقـفـارَ مُتَـيمًا بـسرابِ
جسدي هنا مَيْتٌ شفاهي تمتمت
بِنُضوبِ ماءٍ قـد سقاهُ رُضابي
فدعوت ربي خَلْـوةً وبمهجتي
كــلُّ الدعاء... وقـبلـتي محرابي
رباه هل زمنُ الطفولة قد غدا
مُتسيدًا حبري وبوحَ كتابي؟
أم تِلْكُمُ الأوراق بعثرها الهوى
فتناثرتْ وبلًا تَهُدُّ قِبَابي !!
فأتيتُ أجمعُ كلَّ نزفٍ علني
ألقاهُ يومًا في رُبى الأعتاب
حامتْ طوائفُ حيرتي ثم ارتدت
زمنَ الصِّبا في التيه والأحقاب
ثم انثنتْ تستعطفُ الحب الذي
قد ضمَّني زمنًا وأضحكَ نابي
هل كانت الذكـرى حرامًا بيننا
أم أنها سَقَطتْ بقعرِ عُبابي؟!
شَهِقَتْ ضلوعي ثم جادتْ زفرةٌ
مشتاقةَ الأنفاسِ بين رحابي
وكأنني أحبو بزفرة عاشقٍ
يقتاتُ خطوَ الوصل للأحباب
لكنني أبقيت نفسي هيكلًا
بجدارها المدفون بين ترابي
فجمعتُ بالعينين نَقْعَ ترابها
لأصونهُ باللحظ والأهداب
أنَّى اتجهت فلن أرى حبا سوى
حبٍّ أضاء طفولتي وشبابي
فسقيتُهُ بدم الفؤادِ لتلتقي
ذكرى الغرام بمرتع الأحباب