الشذوذ يعني القيام بالشيء غير المألوف والمعتاد في الفقه والطبيعة عامة فمن يخرج عن الجماعة شاذ ومن يرتكب سلوكًا مخالفًا كذلك يعتبر من الشواذ... هذه المقدمة لتوضيح المعنى العام والمفهوم السليم للشذوذ حتى لا يُحمل هذا المقال الرياضي على محمل آخر بعيدًا عن مغزاه.
كرة القدم في أنحاء العالم تستهوي الملايين من المشاهدين والمتابعين وأصبحت تسيطر على أطياف المجتمعات في كل القارات من خلال البطولات العالمية والقارية وكذلك المنافسات المحلية وبرزت على فترات العديد من الدول من خلال منتخباتها وكذلك أنديتها بتحقيق العديد من الإنجازات... وقد خصصت مقالي هذا عن البطولات القارية لكل قارة على حِدة حيث ساهمت هذه البطولات القارية سواءً للمنتخبات أو الفرق في إبراز مواهب اللاعبين وتعدد الشركات الراعية للبطولات وتعدد وسائل النقل التلفزيوني مما أدى لدعم هذه المنافسات ورفع مستويات لاعبي المنتخبات والأندية واتساع شهرتهم وارتباطهم بإنجازات كرة القدم.
الشيء بالشيء يُذكر فبينما نعيش كمتابعين رياضيين هذه الأيام أجواء رياضية ساخنة كحرارة الأجواء بمشاهدة كوبا أمريكا اللاتينية مع السحر البرازيلي والفن الأرجنتيني وبقية منتخبات أمريكا الجنوبية كذلك انطلقت منافسات البطولة الإفريقية بضيافة الفراعنة ومشاركة عمالقة منتخبات إفريقيا وقبل ذلك عشنا أجواء رياضية في غاية الروعة مع الدوري الأوروبي الأول للمنتخبات الأوروبية ولكن في ظل هذا الزخم الرياضي للمنافسات الكروية في قارات أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا يخطر في بالي سؤال مهم وهو أين قارة آسيا كرويًا من هذا التوهج الكروي؟!
لذلك كتبت " آسيا شاذَّة كرويًا" نعم هو الشذوذ بعينه فحين نشاهد كل قارات العالم تتنافس منتخباتها كل عامين مرة في بطولات قوية ومنافسة مثيرة تتفاعل معها كل دول العالم بينما آسيا لا تقام بطولتها للمنتخبات إلا كل أربع سنوات مرة فذلك يعني أن آسيا فعلًا شذَّت لوحدها وابتعدت ونأت بعيدًا عن كل قارات العالم لتبقى هي القارة الوحيدة التي تقام بطولتها كل أربع سنوات عكس جميع القارات على الرغم من تعاقب السنين وتغير قيادات الهرم الرياضي في الإتحاد الآسيوي لكرة القدم إلا أن المسار واحد ونفس الفكر الرياضي وهذا التحجير هو سبب التأخر الآسيوي في كرة القدم وضعف منتخباتها وعدم منافستها لبقية دول قارات العالم الأخرى في كرة القدم لا في كأس العالم ولا الألعاب الأولمبية حيث كان أبرز إنجاز تحقق لمنتخبات القارة في كأس العالم هو وصول منتخب كوريا الجنوبية لنصف نهائي كأس العالم عندما قامت بتنظيمها مناصفةً مع اليابان وغير ذلك لم يحقق أي منتخب آسيوي إنجازًا آخر في كرة القدم للرجال.
التعليقات 1
1 pings
أبو عبد الرحمن
30/06/2019 في 4:22 ص[3] رابط التعليق
نحن الرياضيين العرب وخاصة المسلمين نختلف كليا عن بقية الرياضيين على مستوى العالم. فنحن كرياضيين لنا حقوق وعلينا واجبات.
فالزوج الرياضي لا يستطيع أن يوفق بين أهله و كثر سفرياته لعشقه لبيته وأهل بيته وأهله.
ودام الشيء بالشيء يذكر فكأس العالم يقام كل أربع سنوات لأهميته اقتصاديا ولاعتبارات عديدة؛ ومن هنا أجد مخرجا للهروب من الشذوذ الآسيوي ، وهذا يبيّن لنا القيمة السوقية الكبيرة لبطولة كأس آسيا.
تقبل تحياتي 🌹
(0)
(0)