قَد خِلْتُ مَدْحِي للشُّمُوخِ مُخِلَّا
فالشِّعرُ ما كَشَفَ الحِجَى وأطَلَّا
أرأيْتَنِي عندَ الحفَاوةِ واصِفاً
مَنْ ظلَّ يسكُنُ في القُلوبِ مَحَلَّا
فلربَّمَا عجِزَ البيانُ بِهمَّةٍ
أًضْفَتْ على كُلِّ المَصَاعِبِ حَلَّا
يا سَادةَ الأزمَانِ ذَاكَ مُعَلِّمٌ
ما كَانَ يَفْتُرُ لَحظَةً أو مَلَّا
ما جاءَ يُغضِبُ طالباً وقيادةً
كَلَّا ولا عَرَفَ الفظَاظةَ كَلَّا
سَمْحٌ يزفُّ البِشْرَ في خُطُواتِهِ
ما كانَ أجْمَلها خُطَىً وأدَلَّا
يَفْتَرُّ ثَغْرُ الحُبِّ عند لقائِهِ
وترَى ابتسَامةَ وجهِهِ مُذْ هَلَّا
جعلَ التَّعَامُلَ قُدوةً ورسالةً
وسقَى الفضَائِلَ وابِلاً مُنْهَلَّا
في سَاحةِ التعليمِ طَابَ غِرَاسُهُ
وثِمَارهُ تُعْطِي الجَنَى مُخْضَلَّا
مَنْ كالمُعلِّمِ في سَمَاحةِ نُبْلِهِ
مَا عاشَ يُبطِنُ غِيبَةً أو غِلَّا ؟
زَفَرَاتُ كُلِّ المُتْعَبِينَ هَواؤهُ
فتكادُ تَحْبِسُ نَايَهُ المُعْتَلَّا
كالجِذْرِ إمْسَاكاً بِعُمقِ أُصُولِهِ
كالنَّخْلِ أَثْمَاراً تُرَفْرِفُ ظِلَّا
حاولتُ أنْ آتِي إليكَ كَمَا أنا
ما زِلتُ رغمَ المُستحيلِ مُقِلَّا
فهناكَ أنتَ كمَا عرفتُكَ دائماً
لِتضُمَّ قلباً بالمَكارِمِ صَلَّى
الدربُ نحوكَ لا أراهُ سينْتهِي
إلَّا إذا كُلُّ العَوَالمِ ولَّى
فقصيدتي بالحُبِّ أُهدِي حرفهَا
خُذْها إليكَ أخَاً أخَاً بَلْ خِلَّا