من منا لم يخطئ ويعتذر ،بعض المواقف تحتم علينا الخوض في النقاش ،وفتح باب العتاب لترجع علاقاتنا إلى مجراها الطبيعي ، ويعم الصفاء حياتنا .
تحتدم الخلافات ، يصعب التعايش مع مواقف معينة ،نكون وقتها مخيرين بين الاعتذار والتسامح وحزم الأمور ،لنستمر مع من نتعايش معهم ،سواء مع أشخاص قريبين ،أو بعيدين .
ولكن الحياة تمضي ولا تنتظرنا .
قد نتفهم طبيعة علاقاتنا ،وقد تبدأ علاقات بضخ التفاهم من جديد ،وتوثيق العلاقات أحيانا كثيرة يكون القرار الصارم بالتجاوز وإنهاء العلاقة .
النفس البشرية بنيت على مبادئ وجاء الإسلام ليوثقها بقرآن يأمرنا بالتسامح والتغاضي ،وترك الهجر والأعراض عمن يعنينا وجوده بحياتنا لتزهر حياتنا مودة وصفاء .
طبعا يجب تدريب النفس وتهذيبها على تخطي الخلافات ،والابقاء على العلاقات ،للتعايش في مجتمع مثمر، ناضج ،متسامح.
الحياة قصيرة ،يجب أن نتفهم أننا ضيوف عليها سنرحل يوما ونترك خلفنا قلوباً مسامحاً يملأها الذكرى الطيبة.
من أصعب أنواع الاعتذار هو الاعتذار لمن رحلو وتركونا نتجرع مرارة الندم، كم تمنينا أن يعودوا لنا لنعتذر لهم ،ونتسامح ولكن كيف ؟؟ونحن حرقنا قلوبهم ،وسكبنا دمعهم ،وهم ينتظروا كلمة إعتذار منا ولكن للأسف سبق الموت كلمة (إعتذار )كانت بلسماً يطري علاقتنا ويفتح لنا أبواب السعادة .
من بين سطوري أسجل إعتذار لراحلٍ يقبع تحت التراب .
أسقي قبره بدموع ندمٍ لا تصل له إلا بدعوةٍ بالرحمة ورجاء لربي أن يسامحني ويغفر لي لعل هذا درس لي ولغيري .
أقولها بغصةٍ سكنت قلبي.
تسامحوا تعاتبوا اعتذروا تصافوا ،تحابوا انثروا المحبة في قلوب أحبائكم وهم بينكم أفضل من أن تنثرو الورود على قبورهم ،فلن يعودوا.
لاتسقوا قبور أحبائكم بدوع ندم عطشى لكلمة سامحتك.
ما أجمل كلمة اعتذار وقعها كالثلج على بركان ثائر تطفئه .
تكسب بها نفسك ورضى ربك، نحن مسلمون وديننا الحنيف أمرنا بالتسامح ،ونهانا عن الهجر وجاء أمر ربنا بألا يتعدى الهجر ثلاث ليال (فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما من يبدأ بالسلام)
سلام لكم من رب هو السلام .
أسكن قلوبكم السعادة وأبعد عنا الحقد والبغضاء.
دمتم متسامحين متحابين