طُفْ بي - أيا كونًا- يُعانِقُهُ الـمَدَى
وامْلأ فَضاءَ الـمكْرُماتِ بِأَحْمَدَا
واقدَحْ بزنديكَ الـمفاوزَ لَنْ ترى
ضَوءًا سِواهُ على الـمَدارِ تَفَرَّدَا
نورًا يَشِعُ هِدايةً ومسالِكًا
لِذَوي الهُدَى ليلًا فَكَانَ الفَرْقَدَا
مَنْ مِثْلُ هَذَا الاسمِ حينَ عُبُورِه
قِمَمَ السَّمَاوَاتِ الطِّباقِ مُوحِّدَا؟!!!
الأرضُ غيرُ الأَرْضِ لـمَّا أدركَتْ
خَيْرَ الخليقةِ راسمًا خَطَّ الهدى
ولقطرهِ السكَّابِ حنَّتْ بِيدُنا
فَهَفَتْ قُلًوبٌ كي تَذوقَ الـمورِدَا
وَطِئَتْ خُطَا ذاكَ اليتيمِ فَجلْجَلتْ
أرجاءُ (مَكَّةَ ) مِـنْ أهازيجِ الصَّدَى
فَرِحُوا بِمَقْدَمِهِ الـمُثيرِ لِأنَّهُ
ذَكَرٌ...تُخَلِّدُهُ العَشِيرةُ مَولِدَا
كانتْ ولادتُهُ( بعامِ الفيلِ) إِذْ
عَصَفَتْ أبابيلٌ فَبِيدَ مَنِ اعتدى
قَدْ أرضَعوهُ مِـنْ الحَرَائرِ فَاحْتَسَى
حُلَلَ الفَضَائلِ والمكارمِ مَحْتِدَا
وَأتاهُ (رُوحُ القُدْسِ)طَهَّرَ قَلْبَهُ
مِـنْ كلِّ غِلٍّ -في تَرائبِهِ- بَدَا
فَرعَاهُ بَعْدَ اليُتْمِ جَدُّ عَاشِقٌ
لِصِفَاتِهِ الـمُـثْلى يَتوقُ تَودُّدَا
ثُمَّ انثنى لابنِ الثَّمَانِ مُنافِحٌ
عَمٌّ -بِرِفْقَتِهِ- سَيَغْدو سيدَا
وَجَدُوهُ في كلِّ التَّخاطُّبِ صَادِقًا
وَهُو الأمينُ معَ القريبِ معَ العِدَا
حتى إذا حَانَتْ نُبُوءةُ هَدْيهِ
نَبَذَوهُ فاختارَ السبيلَ الأوحَدَا
هو ساحرٌ هو كَاهِنُ هو كاذِبٌ
في وَصْفِهِمْ كَذَبُوا لِيبْقى مُفْردَا
نَهَرُوهُ بَلْ وَضَعُوا السَّلا في ظَهْرِهِ
لِيَبيتَ مَحْزونًا وَيغْدوَ جَلْمَدَا
فَرَقى إلى أَهْلِ (الثقيفِ ) لعلَّهُ
يَحظى بِودٍّ أو يَعُودُ مُسَدَّدَا
حاكتْ ( قُرَيْشُ) لِقتْلهِ وَتَفَننَتْ
ضَحَّى(عَليٌّ) كي يكونَ لَهُ الفِدَا
في ليلةِ (الإسراءِ) يَحْملُكَ (البرا-
-قُ )إلى السَّمَاءِ لكي تعيشَ الـمشْهدَا
ولأنَّكَ الـمختارُ كُنْتَ مُفَضَّلًا
فَأَمَمْتَ رُسْلًا مِـنْ وراءِكَ سُجَّدَا
وَعَرَجْتَ حتى (سِدْرةٍ )كيما ترى
خَبَرَ الـمَــقامِ وأنتَ فِيهِ الـمُبْتَدَا
هَجَعَ الأنامُ وَأَنْتَ تُتْبِعُ خَطْوةً
شُوقًا (لِيَثْربَ)كي تَقَرَّ وَتَسْعَدَا
هَرَعَ الجميعُ بِغِبْطَةٍ وَلسانُهُمْ
لَحْنٌ تَباهَجَ بالطُّلوعِ وَأَنْشَدَا
هَبُّوا فِدَاءً لِلرسولِ فَضَمَّهُمْ
بِحَنانِهِ مَسَّ القُرُوحَ وَضَمَّدَا
جاءتْ جَحَافِلُ مِـنْ (قُرَيْشَ)يقودُها
صِنْديدُهَا الطَّاغي يَثُورُ مُهَدِّدَا
خابوا وباءوا بالنَّكالِ (ببدرِنا)
وإلى (القليبِ)تَوافدُوا بِئْسَ الرَّدى
كَسَرُوا ثنايا الخيرِ في (أُحُدِ) الوَفا
تَعِسُوا بِفِعْلِهِمُ ..وَقَدْ تَبُّوا يَدَا
وَحَفَرْتَ (خَنْدقَكَ )العظيمَ فَزُلْزِلتْ
أحزابُهمْ... ويهودُ خانوا الـموعِدَا
شدَّوا حِصَارَ البغيِ حولَ (مدينةٍ)
آوتْ رَسُـولًا لـلإلــهِ تَــعَـــبَّــدَا
دُحِرَتْ شَراذِمُهُمْ وَفُرِّقَ جَمْعُهُمْ
وَغدا سَلامُ الدِّينِ حولكَ مسْجِدَا
وَرَنوتَ لِلحَرَمِ الـمعظَّمِ تَرْتجي
فَتْحًا (لِـمَكَّة)يَسْتَفِزُّ الـمُلْحِدَا
فَدَخلْتَهَا والبِشْرُ في جَنباتِها
مُتَهَلِّلًا... والصَّفْحُ فيكَ تَجَسَّدَا
تتعاقبُ الصَّلواتُ تَتْرَا حينمَا
نَتْلو على -مُضَغِ القُلوبِ- مُحَمَّدَا
فَاهْنَأْ فَقَدْ أَكْمَلْتَ دِينًا قَيِّمًا
وَعُراهُ واثِقَةٌ وَلَمْ تَذْهَبْ سُدَى