خطاب مفصلي، وهام في توقيته، ووضوح أهدافه، فقد ركز خطاب خادم الحرمین الشریفین الملك سلمان -حفظه الله- في افتتاح الدورة الثامنة لمجلس الشورى على عاملين مهمين الأول الإهتمام بالإنسان السعودي، والثاني دعم التنمية الاقتصادية في ظل إنطلاق مبادرات، وبرامج الرؤية السعودية2030م، وخطة الهيكلة الإدارية، والتحول الاقتصادي 2020م.
وعليه یعتبر خطاب الملك سلمان –أعزه الله- خارطة طريق، ووثیقة هامة للتركيز على الشأن الداخلي، وتوجيه لمجلس الشورى لصیاغة القوانين، والأنظمة والتشریعات، وخدمة المواطن، ودعم الأقتصاد الوطني، ومعالجة الهموم الداخلية والخارجية، فالسياسة الخارجية القوية تبنى على سياسة داخلية رشيدة، وتنمية اقتصادية عصرية وراسخة.
فالمملكة وضعت نصب أعينها الإنطلاقة الإقتصادية الوطنية وفقا لتصورات إستراتيجية حديثة سيكون لها الأثر الايجابي على الوطن، والمواطن حيث أن الخطاب الملكي كان شاملا، ووافيا ودعما للجوانب التنموية، والاقتصادية والاجتماعية، والصحية في ظل مبادرة إصلاحية عظيمة يقودها بكل اقتدار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله -
وركز خادم الحرمين الشريفين في كلمته الاضافية على أزمة كورونا، وعلى أهمية صحة، وسلامة المواطن والمقيم، وشملت العناية الصحية مخالفي الإقامة، فالتوجيهات الملكية الكريمة طبقت بكل عناية، واتخذت لها جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، وتجاوز تداعياته بنجاح وعكس بعض الدول التي لم تهتم بصحة، وسلامة مواطنيها.
ولم يفت الملك سلمان –أعزه الله- عن شكر المواطنين والمواطنات، والمقيمين والمقيمات، وأجهزة الدولة الصحية والأمنية، وجنودنا البواسل في الحد الجنوبي، وكافة العاملين في القطاعات الحكومية، والقطاع الخاص على جهودهم لمواجهة جائحة كورونا، وتعاونهم في اتباع التعليمات وتنفيذ الإجراءات، ودعا الجميع للتكاتف لمواجهة الأزمة.
وقال الملك سلمان –أيده الله-نحن نتطلع إلى قمة مجموعة العشرين، والتي ستعقد في الرياض 21 نوفمبر إلى تعزيز التنمية، وتحفيز التعاون العالمي، ومستقبل الإنسان، والعمل على استقرار أسعار النفط العالمية، واستدامة إمداداته بما يخدم المنتجين، والمستهلكين على الرغم من جائحة كورونا وانعكاساتها على أسواق النفط.
وأكد الملك سلمان -أعزه الله- على محاربة الفساد، ورفع مستوى الشفافیة، والتحول التقني، والرقمي والإلكتروني، والذكاء الاصطناعي لخدمة المشاریع التنمویة، وخلق مجالات اقتصادیة جدیدة لأبناء وبنات الوطن، وبناء الانسان السعودي، وإقامة العدل، والحفاظ على الأمن والاستقرار، والعنایة بالحرمین الشریفین، ومواصلة مسیرة التنمیة.
ودعا خادم الحرمين الشريفين ضمن نظرة حكيمة للأمن العربي بتعزیز التعاون مع جميع الدول العربیة، والإسلامیة، والدول المحبة للسلام، ودعم قضاياهم، وخاصة القضیة الفلسطینة، وإعادة العراق للحضن العربي، ونبذ الغلو، والتطرف والإرهاب، فكان الخطاب الملكي الكريم شاملا، ومحدد الأهداف، والبرامج والغايات.
لقد سطر ملك الحزم، والعزم الملك سلمان –حفظه الله– خطابه للمجلس بأسمى معاني الإخلاص لله، وللوطن والمواطن، وأشعرنا بالمسؤولية، وحب الوطن، وكان الخطاب السامي دليل عمل للمسؤول، وخارطة طريق لمستقبل مجلس الشورى، فحفظ الله لنا الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وأدام الله علينا، وعلى مملكتنا نعمة الامن والاستقرار.