يعتقد الكثير من الناس أن الإبداع سمةٌ الفنانين والرسامين والمخترعين ورواد الابتكار ، وفي حالات خاصة أيضا.
لو تناولنا الإبداع بمفهومه العام لوجدنا أننا جميعا مبدعون. وقد مارسنا الإبداع ببراعة من خلال التغلب على الصعاب وحل المشكلات ، وإدخال الجدة إلى حياتنا، وتطوير الأمور القديمة وتحسينها،وهذا دليل واضح على أن الإبداع يمارس في حياتنا . لكن الأمر الصعب حقا هو كيف تكون مبدعا؟
لكي نتمكن من تنمية مهاراتنا و قدراتنا الإبداعية علينا أن نفهم طبيعة عملية الإبداع أولاً.
فالأشخاص الموهوبون يكتشفون هذه العملية بالفطرة، ولكن باستطاعة كل واحد أن يتعلمها، إذ أنها ليست مسألة تستعصي على الفهم والتعلم .
تنطوي عملية الإبداع على ست مراحل : ينبغي عليك تعلمها، ومعرفتها، حتى يكون بمقدرك بناء نمط التفكير المناسب في كل واحدة منها . ذلك ينبغي عليك أحيانا أن تكون هازلاً، وغير ناقد ، وحراً طليقاً.بينما يتعين عليك أحياناً أن تكون ذا عقلية استراتيجية، وناقداً منضبطاً. قد يستدعي منك الأمر أن تكون أحيانا عقلانياً بشكل كبير.في ظاهر الأمر يبدو محيرا ًولكن هناك أدوات ومراحلة لعملية الإبداع من يمتلكها ويحسن استخدامها وتوظيفها يستطيع التغلب على هذه الحيرة.
بتتبع الدراسات والبحث يظهر أن هناك الكثير من الخرافات تحيط بموضوع الإبداع.فالأفكار الإبداعية ليست نتاج ومضات ساطعة من الإلهام ؛ بل يبين التارخ بأن الأفكار الإبداعية في أي مجال من المجالات ماهي إلا نتيجة للجهد المتواصل الدؤوب ، والتحسن المستمر وجدير بالذكر ما قاله أنشتاين أن العبقرية ٩٩٪ جهد و ١٪ قدرات عقلية . فالإبداع لا يحتاج إلى نسبة عالية من الذكاء، بل يتضح من خلال الدراسات عبر التاريخ أن الذين حققوا قفزات إبداعية كانوا على قدر من الذكاء، ولكن الإرادة والإصرار والشغف أشعل جذوة الإبداع، وما ذلك إلا ثمرة الخيال الواسع الذي يتسم بالتركيز .
•مراحل عملية الإبداع:
تتكون عملية الإبداع من المراحل الست التالية:
١-الإلهام: وهي مرحلة توليد أعداد كبيرة من الأفكار.
٢- التوضيح: هي مرحلة التركيز على الأهداف.
٣- الاستخلاص( الانتقاء ): هي مرحلة معاينة الأفكار المتولدة بعناية فائقة، وتحديد ماهو مناسب منها للعمل.
٤-الترشيح ( التنفيذ ): هي مرحلة العمل بعزم صادق على أفضل الأفكار التي تم انتقاؤها.
٥-التقييم: هي مرحلة إعادة النظر والتدقيق في العمل قيد التنفيذ.
٦-التطوير: هي مرحلة التفرغ للأعمال الأخرى ، وترك العمل الحالي جاريا لوحده، والتفكير به بين الحين والآخر دون أن يغيب عن بالك.
لا بد من ممارسة هذه المراحل في أي عمل من الأعمال الإبداعية عدة مرات دون التقيد بالترتيب معين .
•طرق التفكير:
إحدى الصعوبات التي يواجهها المبدعون هي ، أن مراحل الإبداع المختلفة تحتاج إلى طرق تفكير مختلفة جذريا، وحتى مضادة. وفيما يلي ملخص لطرق التفكير هذه.
١-الإلهام: لتوليد أكبر قدر من الأفكار المختلفة، يتعين عليك أن تكون منهمكا، ومنغمسا، وغير خائف، حراً، طليقاً،تتولى المخاطر، وتشعر بالمتعة، متراخيا، وتنزع إلى الحدس.
٢-التوضيح:لتوضيح ما الذي يجب تحقيقه، يتعين عليك أن تكون ذا عقلية استراتيجية،وغير متسرع، ومنطقياً، ذو عقلية منفتحة، وواضحةٍ، وغير خائف من طرح أسئلة غاية في الصعوبة.
٣- التقييم: لتحسين وتطوير العمل السابق، يتعين عليك أن تكون ناقداً، وإيجابياً، وراغباً في التعلم ، وناقدا لذاتك، ولكن عليك أن تكون إيجابيا حول رؤيتك لكيفية إنجاز العمل، وماهي قدراتك لفعل ذلك؟ عليك أن ترى نقاط الضعف هي فرص للتحسين والتعلم.
٤-التطوير: لترك أفكارك لعقلك الباطن للعمل عليها ، يتعين عليك أن تكون غير متسرعٍ، وواثقاً من نفسك، ومتوقعا مواجهة المصاعب.
٥-الترشيح( التنفيذ): لتحقيق أفكارك ، يتعين عليك أن تكون غير ناقد، ومتحمسا، ومتجاوبا، ومثابراً، وملتزماً، ومشاركاً بشكل كبير، ومستعدا للتجاوب بشكل إيجابي أي عوائق أو عيوب.وهذه المرحلة لا بد للشخص المبدع أن يتحلى بالمرونة.