حجرٌ كريم نُسب جماله إلى المخلوقات الأرقى في القرآن الكريم جذب أنظار البشر وشغف القلوب حباً منذ البدايات الأولى للبشرية، ولا عجب في ذلك ! فقد كان مصدراً مادياً قوي يلبي احتياجاتهم قبل أن يكون معنوياً ...
إستحوذ على عقول متذوقي الجمال ليصوغوا منه الحكايات والكتابات والأشعار في وصفه وتشبيهه بما يروق لهم من مظهره في الزينة والجمال، وحين ارتبط بالدموع في بعض كتب الأدب العربي استحث ذائقة البعض في التعبير عن الضعف ، الحزن .. والألم .. ولكن !
لم نسأل أنفسنا يوماً .. ماذا داخل تلك الدرة التي تتكون داخل أصداف المحار حين تداعبها يدُ صانعٍ ليشكل منها بعد نموها عقداً لامعاً من اللؤلؤ يُطوق جِيد عروسٍ في ليلة زفافها تزداد به جمالاً وكمالاً في أسعد لياليها، تُعبر عنه بإبتسامة تملأ ثغرها، وقد تكون خاتماً أو سواراً ترتديه سيدةً فيوحي لها بذكرى جميلة من شخصً عزيز عليها ! وحين ينثر لنا فنان مبدع بأنامله حباتٍ من اللؤلؤ في زوايا لوحةٍ جميلة فينقلنا إلى عالم آخر بعيداً عن الواقع يوحي لنا بجمال الحياة، وقد أرى تلك اللآلئ عبثت بمشاعر الكثير وحركتها لتعود لذكرياتٍ حزينة ولت ومضت.. أو أياماً رافق الأمل فيها الألم حين تدخل اللؤلؤ في بعض أنواع العلاج النفسي والجسدي ليكون سبباً من أسباب العلاج حسب معتقدات صاحبه ومدى إرتباطه الروحي بها، تلك الروح التي لا يعلم مكنونها سوى الله عز وجل ..
لعل عربة الأفكار تتوقف على ناصية المعاني لتعبر من الخيال إلى الواقع وتبحث عن درةٍ كامنةٍ في قوقعة داخل ظلام بحر عظيم اقف أمامه وأنا لا أعرف مافي جوفها ولا يعلم مافي مكنونها او مكنون صاحبها سواهما ...