تلك السمراء الفاتنة سلبت الباب المتقدمين من الأجداد والأباء ثم تصابت في زماننا بأشكالها و أوصافها المتعددة فتسللت إلى قلوب المعاصرين. وعندما تعد فنجال منها فأنك تنتخب لذائقتك ما يناسبها ويحسن مزاجها من جودة البن إلى المقادير وتجانسها وكيفية الصنع وشكل الفنجال وطريقة تقديمه وربما ساعة الإحتساء ومع كل رشفة ترشفها ستجد المتعة واللذة. والسؤال هنا هل منبع تلك المتعة جودة القهوة؟ أم العناية بتفاصيل إعدادها . مع أن الأمر لا يعدو كونه فنجال قهوة قد تجده وتتناوله في أي مكان وزمان. غير إنك في النهاية استطعت أن تصنع لنفسك السعادة من خلال فنجال قهوة. وكم من الأعمال التي نقوم بها يوميا بشكل روتيني ممل ترى لو اسقطنا عليها ما اسقطناه على قهوة المزاج أو قمنا بها على مزاج القهوة كم سنجد من المتعة واللذة فيها. اكسر النمطية في اختيار الكتاب للقراءة اي كتاب ستقرأ وفي أي فن من الفنون ولمن من المؤلفين ومتى سأقرأه؟ أرأيت ان الأمر مشابه لفنجال القهوة. حتما ستشعر بالمتعة عند ارتشاف أول سطوره وقد يرتبط مع فنجال المساء أو يضاحك فنجال الصباح. وحتى يومنا الوظيفي لو حمسناه من المساء استعدادا لاكتسب رائحة البن وبدرنا إليه صباحا مبتسمين راضين لانسجمت مقاديره ومكوناته ولشعرنا بالمتعة مع ارتشاف أول دقائقه وساعاته وهنا أقف وإياك وربما فنجال القهوة على حقيقة أننا نحن من يصنع الجمال في حياتنا فنسعد ونسعد الآخرين. ويكفيك دليلا إنك من صنعت فنجال القهوة ولم يصنعك.