أنا حُر كلمة يفهمها الكثير بطرق مختلفة وكل شخص له طريقته الخاطئة في فهم معناها
فهو يعتقد أنه حُرٌ في كل شيءٍ حتى وإن أضرَّ بالآخرين ولو تخطى القيم والأخلاق!
الحرية بمعناها الحقيقي عيش كما تريد وكما يحلو لك طالما أن طريقة حياتك يحفها إطار من الشرع مع الحفاظ على كرامتك وعِفَّتك وحيائك
فهذا المفهوم للحرية عام للذكر والأنثى فالله خلقنا من نفسٍ واحدة قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء
من هنا المساوة بين الرجل والمرأة في كل شيء اجتماعيّا وقانونيّا و تعليميّا وأخلاقيا وجعل لكل واحد منهما شخصيته المستقلة بل أنه سبحانه وتعالى كرَّم المرأة بأن جعلها الأم العطوفة والحنونة والحاضنة لأطفالها لأن الله خلقها من المكان الذي ستتعامل معه ..
ستكون أماً وأختاً و بنتاً و زوجةً
لكن المفهوم الخاطئ للتحرر هو التخلي عن القيم والأخلاق، التخلي عن العِفَّة والطهارة تكسير كل القيود التي تحفظ الكرامة لقد خلق الله المرأة حُرّة لها شخصيتها التي تُميِّزها، ولها حق الاستقلال في مالها واختياراتها..
حرة في اختيار حياتها لا أحد يفرض عليها شيء إلا بشرع الله وحكمه أنا لن أُعدِّد حقوق المرأة التي كفلها الإسلام لها، أنا أتكلَّم الآن عن تلك الحرية الخاطئة أن تبيع عِفَّتها وحياءها وتغرَّيها الدعاوي الكاذبة جرت وراءها وصدَّقتها أزالت الأغلال عن يديها وانجرفت خلف تتبع المغريات والمنادين بالإنحلال والتغيير لما هو أسوأ.
تُصاحِب من تُصاحِب! وتُرافِق من تُرافِق! ليس عليها ولاية من زوجٍ أو أب أو شرع! ضيعت حقوقها وأهملت في واجباتها وتنكرت من أمومتها ومسؤوليتها ضيعت أنوثتها وكل مايميزها
وغايتها الإلحاق بالمجتمع والسباق في مضمار الحرية والجري خلف حقوقها المزعومة حتى لو اضطرت نزع حجابها وحياءها والتخلي عن دورها
دعاوي خاطئة صوَّرت لها الهلاك على أنه إنجاز
فماذا سيخرج من تلك المرأة الفارغة إلا جيل لا يحمِل قيمة، فاقد للتربية الصالحة ولا يُحِلّ حلال ولا يُحرِّم حرام.. ولا ينهض بمجتمعه وأمته...!
عزيزتي حواء لاتنسي أنك أساس المجتمع وفيكِ صلاح الأمة أو فسادها وبضياعك تنتهك كل المعاني الإنسانية السامية
عزيزتي حواء انتبهي لا تجعلي المظاهر البرَّاقة تؤثر فيكِ، لا تنجرفي في تيارها جاهدي في الثبات على قيمك وأخلاقك في كل مجال عملك لا تجعلي التدهور الأخلاقي يصل لكِ أو لإبنتكِ أو لأختكِ أو أمكِ. كوني حائط صدٍ لها وكوني قدوة يقتدى بها
وكوني مقتنعة بأن التدهور خطأ و العيب والكارثة في الأصرار والاستمرار فيه وإنكاره فهو يخالف أخلاقنا وتربيتنا لهذا يُعدّ (الاعتراف بالخطأ فضيلة)، وقمة الشجاعة أن يعترف الإنسان بخطئه ويحاول يصلحه، أتمنى ألا يخلط أحد بين الحرية والأخلاق. الحرية حق للجميع والأخلاق نتائج أسريّة أساسها التربية الصحيحة.