وأنا أتصفح صحيفة البيان الإلكترونية، مع بداية إجازتي نهاية الأسبوع ، حيث اعتدت قراءتها، فهي زاد معرفة ، ومائدة ثقافة ، وقعت عيناي على خبر شدني عنوانه ، وزاد فضولي لمعرفة محتواه ، والظفر بالسير مع ركبانه ، عنوان براق مسيوم ب " المقالة في الأدب العربي بجيبوتي " ، وهذه التفاتة موفقة من باحث مسدد لفن من فنون الأدب العربي ، حديثه وقديمه ، وتطلع مستقبله القادم .
إنها المقالة فهي تحمل رسائل ثمينة ، وتنشر أفكاراً نيره سليمة ، ترسم السعادة على أفواه متذوقي الأدب عشاق السجع والمقابلة والجناس ، محبي التشبيه البليغ وإخوانه ، أصحاب التورية والاستعارة.
فالمقالة تعكس وجهات النظر ، وتنقل الخبرات المفيدة ، وتسهم وتشارك في حل بعض مشكلات الأفراد الأسر، والمجتمعات الظاهرة على السطح ، وتناقشها من كل النواحي، بهدف تعديل ، أو إحلال ،
أو وأد أفكارٍ متطرفة سقيمة ، إضافة إلى ما تنقله من إثراءات فنية ولغوية قويمة، تعدل أعوجاج الألسن، وتصون جرات الأقلام المشينة،بل
هي واحدة من أدوات وروافد حفظ تراثنا العربي الأصيل على مر السنين والأعوام، عبق حضارة، ومنارة في سماء أعلامنا وضاءة .
فلا يعبر بحارها إلا سباح ماهر ، يجيد مهارات فن الكتابة الجيدة ، ذو قلم بارع ، وخيال واسع، وثقافة جمة ، وفكر نقي ثاقب.