مِنَ الغَيْبِ أصْواتِي من الضَّوءِ سَحْنَتِي
ومِنْ جَنَّةِ الفِردَوْسِ ظِلِّيْ وفَيْأَتِي
أنا شَفَةُ المكتوبِ بالَّلوْحِ كائِنًا
لِيَ الشَّرَفُ الأَعْلَى وَهَالاتُ حُظْوَةِ
سَلُوا الطِّينَ عَنِّيْ كَيْفَ رَوَّيْتُ رُوْحَهُ
وكََيْفَ تَلقَّى وَحْيَ رَبِّيْ بِنَغْمَتِي
أَنَرْتُ سَبِيْلَ اللهِ في صَوْتِ آدَمٍ
فَتَابَ عَلَيْهِ اللهُ مِنْ بَعْدِ زَلَّةِ
أَتَيْتُ مَعَ الكَيْنُونَةِ البِكْرِ إذْ أَتَتْ
وفِيْ ظِلِّ ( كُنْ ) كانَتْ أزَاهِيرُ رَوْضَتِي
لَكَ اللهُ إنَّ الأبْجَدياتِ مِنْ يَدِيْ ...
وفِي عالمَِي شاخَتْ وفِي ظِلِّ دَوْلَتِي
لُغاتُ بني الإنْسانِ أزْهارُ مَوْسِمٍ
سَتَذْوِيْ وتَبْقَى كالمناراتِ زَهْرَتِي
تَرَحَّلْتُ عَبْرَ الغيْبِ مَمْشوقَةَ الرُّؤى
أُغازِلُ عُشَّاقِي أُباهِي بِرُؤْيَتِي
تَرَفَّعْتُ عَنْ مُلْكٍ هُوَ المُلْكُ والسَّنا
وسافَرْتُ نَحْوَ العُرْبِ أَهْلِي وعُزْوَتِي
بِهِمْ يَلْتَقِي نِصْفانِ : مُلْكٌ ومالِكٌ
هما مُلْتَقَى غاياتِ إنْسٍ وَجِنِّةِ
ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ كالسِّرِّ صاغَنِيْ
متى صُنْتَ حَرْفِي نِلْتَ مِفْتاحَ جَنَّتِي
أنا لَسْتُ بَحْرًا مِثْلَ ما قالَ حافظٌ
أنا الكونُ .. كُلُّ الكونِ صَوتِيْ ونَبْرَتِي
يقولونَ إنِّي شِخْتُ كَلَّا وإنَّما
تَعاظَمْتُ فاسْتَصْغَرْتُ ألْبابَ أُمَّتِي
متى عادَ عَزْمُ العُرْبِ عادَتْ صنائِعِي
وأسْرَجْتُ خَيْلَ الفِكْرِ أَشْعَلْتُ هِمَّتِي
أعُوْدُ كما الأحْلامِ لَحْنًا مُوَشَّحًا
بأنْغامِ خُلْدٍ بالتَّراتِيلِ حُفَّتِ
أعُودُ أعودُ اسْتَمْطُرُونِي تَرَوا غدًا
كما الشَّمْسِ وضَّاحًا مَراياهُ نُضْرَتِي
إذا مُدَّتْ الأعْناقُ نحْوي تَلَهُفًا
تَوَشَّحْتُ بالزَّاهِي وَأَزْمَعَتْ عَوْدَتِي
فيا يَعْرُبِيَّ الأصْلِ صُنِّي تَرَ الذُّرَى
سُفُوحًا أَناخَتْ ... تِلْكَ آثارُ نِعْمَتِي
سَتُدْرِكُ يا فَيْضَ الأُرُوماتِ مَنْ أنا
وَحَقْلَ عَطَاءَتِي مَتَى رُمْتَ ثَوْرَتِي
فَصاحَةُ ألْفاظِي وَنَظْمِي وَغايَتِي
بِها الأَلَقُ الأَخَّاذُ رُجْحَانُ كِفَّتِي
شَرِبْتُ سَنَا الوَحْيَيْنِ آيًا وسُنَّةً
فكنْتُ بِساطَ الريحِ والنُّورِ والَّتِي..
فَوَحَّدْتُ أشْتاتًا على شِرْعةِ الهُدى
وَعَرَّبْتُ أمْصارًا فمَرْحى لِوَحْدَتي
أنا الفكْرُ يا أهْلَ الثَّقافاتِ والنُّهَى
ومِنْ مَنْهَلِي كُلُّ الحَضاراتِ عَلَّتِ