قبل خمس سنوات قالوا لي أنني ما زلت صغيرا ولا يجب أن أعاني من الاكتئاب والآن قد تفاقم اكتئابي ، لم يعد وحشا كما كان ، وما عدت أستطيع مقاومته ، لا بالأدوية التي تصيبني بالغثيان ، ولا بكلام الطبيب الذي لم يكن يهتم يوما سوی لجيبه لقد تفاقم اكتئابي ، صار أكبر من قدرتي على الكتابة ، ولم يعد يمكنني مواجهته ، لا بالحب الذي لا يستطيع أن يبدد وحدتي ، ولا بفكرة العائلة التي لم أعد أصدقها ، ولا حتى بالأصدقاء الذين يركضون طويلا في مضمار التخلي . لقد حاصرني تماما ، ولم يعد يمكنني الهرب منه ، لا بقراءة الروايات التي لطالما وجدته فيها مثل فخ ، ولا حتى بالسفر بعيدا ، فهو يعرف كيف يعلق بداخلي ، مثل ذکری سيئة أفكر دائما ، کیف ساء الأمر عند هذا الحد ، ولا أستطيع أن أعرف ، كأن الأمر لم يسوء ، كأن الأمر كان سیئا منذ البداية . أحاول أن أتخيل نفسي بدونه ، بدون ذلك الألم المستحيل ، وأعجز عن ذلك ، كأنني لن أكون بدونه وحين أعود إلى ذكرياتي ، وأحاول كثيرا أن أتذكر طفولتي ، أجدني ممددا على السرير ، متلحفا بالضجر ، وأشعر أن الاكتئاب كان يرافقني منذ ولدت ، أو ربما قد يكون اكتئابي هذا ، أصبح يتسلل حتى لذكرياتي ويفسدها أشعر دائما أنني وصلت إلى أقصى حد من السوء ، لكن دائما بوسع الأمور أن تكون أسوأ . لا حل لذلك ، لا يمكن أن يكف هذا الشعور العارم بالوحشة ، أفكر في الموت دائما ، لكن وحشة كهذه لا يمكن حتى للموت أن ينهيها .