يُعتبر الخذلان إحساساً عميقاً ومؤلماً يضم عدّة مشاعر داخلية مُزعجة تعصف بصاحبه، كخيبة الأمل، والإحباط الشديد، والذي قد ينجم عن تعرضه للمُعاناة والأذى النفسي بسبب الآخرين، أو بفعل استياءه من نفسه، أو نتيجة تلقيه صدمةً عاطفيةً قويّة كالخيانة، أو الإحساس بالوحدة وعدم وجود شخصٍ داعم وصادق يثق به
الخذلان من أصعب المواقف التي قد تمرّ علينا، فمن وهبناهم قلوبنا وأرواحنا قدموا لنا الغدر والخيانة، من جعلناهم سندنا و قوتنا غدروا بنا، فانكسرت قلوبنا وضعفت أجسادنا، لم نتوقّع هذا منهم، فقد قدّمنا لهم كلّ ما نملك من أجلهم ولكنهم خذلونا، خيبتنا بهم لا يمكن وصفها فقد قابلوا كلّ هذا القدر من الحب بالابتعاد والهجر.
نحاول الاحتفاظ بهم قدر استطاعتنا، لكنهم يتسربون منها ويتساقطون، كقطرات الماء كحبات المطر، نحاول جمعها ولا نستطيع، نحاول التقاطها ونفشل.
وقالت دعاء يوسف عن الخذلان أبيات جميلة :
سألتني أحدهن يوماً هل تعرفين معنى الخذلان ؟أبحرت فى بحر خيباتي لاأدرى أيهما أذكر لها، أأحكـي عن خـذلان الـصديق الذي كان ولم يعـد؟ أم عن خـذلان الإنسان نـفسه حتى أضـحى أكبر الجانـبين عـلى نفسه هو، لملمت شتات قلبي وقلت سأحكي لك عن ماعانيته من خـذلان لاينسى ،أنا يا عزيزتي ما أحببت أمراً وجعلت له الألوية في حياتي إلا أبكاني حتى ذاك الصديق الذي تخليت عن الكثير لأجله ولم تر عيني غيره كانت طعنته دامية ،وما زال قلبي ينزف وجرحه لم يلتئم، أساءل نفسي ماذا حدث حتى تنفلت الأيدي ؟
وجدت إني بالغت حتى أسرفه في حبه ،أكثرت من مدحه ولم ير في شخصي إلا العيوب وكنت عنده مذموما.
تعالت صيحة الخذلان في مسامعي، وانتشرت في جميع مفاصلي، وتمدّد الصمت في مساحات حنجرتي وانزويت بعيداً، تتقاسمني أوراقي ومعاطس أقلامي وريشة وتري، والانكسار سيّد المشهد، وفي داخلي دمعة مكبلة منذ سنين، أسمعها في داخلي تتدحرج وتقف في مفترق أنفاسي ولاتخرج.
فنصيحتي لكم
لاتخذلوا من حولكم....